اجتاحت التظاهرات أمس سوريا منددة بالصمت العربي ومطالبة بإسقاط الأسد، في يوم أطلقوا عليه «جمعة الجامعة العربية تقتلنا» لإدانة جمود الجامعة العربية. وتظاهر أكثر من مائتي ألف شخص في شوارع مدينة حمص وسط البلاد، وواجهت قوات الأمن والشبيحة المتظاهرين بالرصاص ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين أمس في حصيلة أولية كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومع دخول الاحتجاجات في البلاد شهرها العاشر سارت تظاهرات في مختلف الأنحاء ولاسيما قرب دمشق وفي إدلب وفي دير الزور . ويرى المعارضون أن المهل العربية الممنوحة لسوريا قبل اتخاذ إجراءات ضد القمع «تمنح النظام الوقت لقتل المزيد من السوريين». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان والتنسيقيات المحلية التي تقود التظاهرات على الأرض عن «انتشار أمني كثيف في محيط المساجد» في دوما وكفر بطنا قرب دمشق وحمص وحماة ودير الزور وبانياس واللاذقية . كما أفاد المرصد عن تعرض منطقة اللجاة في محافظة درعا «منذ صباح أمس لقصف عنيف بالرشاشات الثقيلة والمدفعية من قبل الجيش النظامي السوري». كما أكد مقتل مدني بيد قوى الأمن في حي دير بعلبة في حمص التي تشكل مركزا للاحتجاجات ويحاصرها الجيش منذ أسابيع.وأفاد عن وفاة مدني متأثرا بجروح أصيب بها فجرا برصاص جنود النظام في مدينة الحراك. في هذه الأثناء يعقد المجلس الوطني السوري الذي يمثل غالبية تيارات المعارضة اجتماعا في تونس ليدير بشكل أفضل ويسرع سقوط نظام بشار الأسد. الرئيس التونسي قال الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي الذي تستضيف بلاده مؤتمرا للمعارضة السورية، في مقابلة مع قناة فرانس 24 أنه يعارض التدخل الأجنبي في سوريا.وقبل ساعات من افتتاح مؤتمر للمجلس الوطني السوري بحضورمائتي معارض في العاصمة التونسية، قال المرزوقي «قلبي مع سوريا وتضامني معها، آسف لأن الأمور انزلقت نحو العنف وبدأت قصة التدخل الأجنبي، أنا ضد التدخل الأجنبي» في سوريا.غير أن المرزوقي شدد على أن ذلك لا يعني أن «أبرر الدكتاتورية التي أدت إلى انزلاقات». وأضاف «أتمنى أن يتوحد أشقاؤنا السوريون في الداخل والخارج وأن يقوموا بدورهم حتى تبقى الثورة ديموقراطية سلمية لا طائفية وبدون تدخل أجنبي». ودعا المرزوقي المسؤولين السوريين إلى أخذ العبرة مما حدث في ليبيا. فرنسا تتحفظ على مشروع القرار الروسي من جهة أخرى كررت فرنسا الجمعة تحفظاتها على مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا إلى مجلس الأمن الدولي الخميس معتبرة أنه «من غير المقبول المساواة بين قمع النظام السوري ومقاومة الشعب السوري». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية «نحن في بداية المفاوضات» لكن الأمر «ملح».وأضاف أن «مجلس الأمن الدولي يجب أن يدين هذه الجرائم ضد الإنسانية». وتابع أن فرنسا «تعتبر قرار روسيا الاعتراف بأن التدهور العميق للوضع في سوريا يتطلب قرارا في مجلس الأمن تطورا إيجابيا». وفي الجوهر يشدد النص الروسي الذي اقترحته موسكو الخميس على الأممالمتحدة دائما على النقاط نفسها التي يرفضها الأوروبيون والأمريكيون. ولا يزال النص يدين العنف الذي ترتكبه «جميع الأطراف ومن ضمنه الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات السورية».وتقول الأممالمتحدة أن قمع التظاهرات المناهضة لنظام بشار الأسد أوقع ما لا يقل عن خمسة آلاف قتيل خلال تسعة أشهر في سوريا. وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) لعرقلة قرار يدين نظام دمشق.وتعد سوريا، حليفة موسكو منذ الحقبة السوفييتية، مستوردا مهما للأسلحة الروسية كما أنها أبقت على قاعدة بحرية ورثتها روسيا عن الاتحاد السوفييتي.