وكأنني مراسل لكم أمام إحدى اللجان الانتخابية فى الانتخابات المصرية: “عبدالسميع أفندي” راجل محترم على المعاش، أراد المشاركة في انتخابات مجلس الشعب والإدلاء بصوته، فتوجه إلى لجنته الانتخابية في الساعة الثامنة من صباح الإثنين، فأخبروه أن لجنته انتقلت إلى مدرسة البنات، وهناك قابل رئيس اللجنة وقدم له نفسه على أنه “عبدالسميع أفندي” فأخبره رئيس اللجنة بأنه يكذب؛ لأنه يعرف “عبدالسميع أفندي” من أيام المدرسة، وقال له إن “عبدالسميع أفندي” قصير وأقرع وله كرش ويلبس نظارة!. عاد “عبدالسميع أفندي” إلى منزله، حيث حلق شعر رأسه وارتدى نظارة وأكمل الهيئة المطلوبة، وعاد إلى مدرسة البنات فأخبروه أن اللجنة سحبها الوِنْش، فتوجه “عبدالسميع أفندي” إلى المرور، ووجد في الساحة أمام إدارة المرور العديد من اللجان منزوعة الأرقام ويبحث عنها أصحابها، فتوجه “عبدالسميع أفندي” إلى رئيس اللجنة الانتخابية العليا المستقلة ذات السيادة التي تشرف على الانتخابات، فرحبت به اللجنة والتقطت معه عدة صور للذكرى الخالدة، ثم حددوا له لجنة بديلة في محافظة مجاورة!. أراد “عبدالسميع أفندي” أن يسافر بالقطار، لكن رئيس اللجنة المستقلة نصحه بأن يسافر مشياً على رجليه حتى يزيد ثوابه!، وطلب منه أن يعفر قدميه بالحبر الفوسفورى!. في الطريق قابله صديقه “عبدالحميد” وأفهمه أنه يعيش في الماضي، وأنه لو كتب اسمه الآن على أي جهاز كمبيوتر فسوف يدله على مكان لجنته!.