تميز افتتاح مهرجان مشكال للفنون الموجه إلى الشباب في دورته الأولى في مسرح المدينة مساء الإثنين بتكريم مبدعين لبنانيين في مجال الأدب والمسرح والموسيقى وتوج يومه الأول بحفلة موسيقية ممسرحة قدمها المغني اللبناني مايك ماسي. وكانت أقفلت الطريق المؤدية إلى المسرح في شارع الحمرا، حيث قدم مجموعة من الشباب لوحات بهلوانية رياضية، على أنغام فرقة من موسيقى الجيش اللبناني، ليدخل الجميع بعدها إلى المسرح لحضور اليوم الأول من الدورة الأولى لهذا المنتدى الشبابي الذي تستمر فعالياته حتى 21 سبتمبر المقبل بدعم من وزارات الثقافة والتربية والتعليم العالي والسياحة، وكذلك من بعثة الاتحاد الأوروبي. واعتبرت مديرة مسرح المدينة ورئيسة المهرجان الفنانة نضال الأشقر في كلمة لها أمام جمهور غصت به القاعة أنها لو استطاعت لكانت أسست “مسرحاً للشباب في كل منطقة من مناطق لبنان”. ودعت إلى تخصيص موازنة للثقافة والتعليم كبقية الدول المتمدنة لدعم كل المجالات الإبداعية. وقالت الأشقر إنها تأمل في “أن يصبح هذا المهرجان تقليداً يقام في الفترة عينها من كل سنة”. وأضافت أن مهرجان “مشكال” ملتقى للشباب من مختلف الجامعات والمعاهد في مسرح المدينة “حيث يقدمون مختلف الفنون من مسرح وتصوير فوتوغرافي وتجهيز وفن تشكيلي وسينما”. واستغرق تحضير”مشكال” ثلاثة أشهر، بحسب الأشقر، وقبلها بستة أشهر بادر الشباب القيمون عليه إلى إطلاق مسابقات في الجامعات، وشكلوا في ما بينهم لجنة مصغرة لاختيار الأعمال الأفضل من مختلف المجالات الفنية. وأوضح المدير الفني لمسرح المدينة المخرج ناجي صوراتي “أن مهرجان مشكال بمنزلة مرآة تعكس كل الأعمار والأفكار والأشكال و الألوان وموجه لكل الأجيال، وعبره يقدم مسرح المدينة تحية للشباب بإعطائهم مسؤولية تنظيم مهرجان كبير، وفي الوقت عينه يشاركون بتكريم مبدعين من الجيل الذي سبقهم”. واعتبرت رئيسة بعثة المفوضية الأوروبية في بيروت السفيرة أنجلينا آيخهورست إن هذا المهرجان يدعو جميع المشاركين إلى أن يفتحوا عيونهم وعقولهم على أشكال مختلفة من التعابير والانطباعات. وأضافت أنه مهرجان الأمل والفرح (..) ونحن ندعم الأنشطة الفنية في الدول الشريكة، لأننا نؤمن بأن حرية التعبير والمحافظة على الإرث الثقافي هما مفتاح للتفاهم ولحوار الحضارات مما يؤدي إلى التنمية والسلام”. وقدمت آيخهورست مفتاحاً قديماً تقديرياً لكل من المسرحي يعقوب الشدراوي، والكاتب المسرحي أسامة العارف، والشاعر والكاتب بول شاوول، والمؤلفة الموسيقية وعازفة القانون المعروفة إيمان حمصي. ولم يحضر رجل الأعمال اللبناني عراب مسرح بيروت سعيد سنو لتسلم جائزته. وأحيا المغني اللبناني الشاب مايك ماسي (30 عاماً) حفلاً موسيقياً ممسرحاً رافقه فيه على البيانو مارك أبو نعوم ، وقدم خلاله 16 أغنية، مستعيناً بأدوات موحية، كتجهيز حديدي من طبقتين فيه سلم طويل. وفي أغنية “مين اللي قال” لم يتوان عن الوقوف على البيانو ، وزاد الإطار الإخراجي رونقاً على مضمون أغنياته التي يطبعها الحزن والحنين. والجدير ذكره أن ماسي يكتب معظم كلمات أغنياته ويلحنها. وأوضح “أنا مثل الشباب القيمين على المهرجان أعمل وأحلم ومعهم، وأنا على تواصل معهم، وأتمنى أن يجدوا مكانهم مثلما أنا بدأت أجد مكاني” . وإلى جانب عروض المسرح والأفلام يقام معرض للوحات تشكيلية وصور فوتوغرافية، إضافة إلى ندوات ولقاءات حوارية وورش عمل تتيح للمشاركين الشباب الإفادة من خبرة المتخصصين وتطوير مهاراتهم. أ ف ب | بيروت