يحتضن مسرح المدينة في بيروت الدورة الأولى من «مشكال» ملتقى الشباب بمشاركة عدد كبير من الشباب المهتمين بالفنون المختلفة، والطامحين إلى مشاركة الحاضرين قدراتهم وطاقاتهم الخلاّقة. وتخلل حفلة الافتتاح افتتاح معرض للفنون التشكيلية، وتكريم الكتّاب والمسرحيين يعقوب الشدراوي وبول شاوول وأسامة العارف وسعيد سنّو «عرّاب مسرح بيروت» كما عرّفه الملتقى، إضافة إلى غناء الفنان الشاب مايك ماسي منفرداً على أنغام البيانو. ويهدف المهرجان، المنظم بالتعاون مع وفد الاتحاد الأوروبي و «أغنستك» للفنون المسرحية، إلى تفعيل المجتمع الفني في لبنان من خلال دعم المشاريع الشبابية وعرض إنتاجها المتنوع. وتحاول العروض المتنوعة كسر الحواجز بين أجناس الفنون، ويستضيف الملتقى أربع مسرحيات و14 فيلماً باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والروسية، بينها أعمال عرضت سابقاً، وعشر فرق موسيقية وندوات وطاولات مستديرة. ونظمت أمس طاولة حول الرقابة، شاركت فيها نضال الأشقر وبيار أبي صعب، كما عُرضت مسرحية «الكراسي» التي أخرجتها رنيم حلبي ارتكازاً على مسرحية أوجين ايونيسكو (1952) وقدّمتها على الخشبة برؤيتها الخاصة. والعرض من أجمل ما كتبه الروماني الراحل رداً على الحرب العالمية الثانية، وهو يعكس عبثية الوجود من خلال العجوزين اللذين ينتظران ضيوفاً وهميين. ويؤمن «مِشكال» مساحة لقاء بين الطلاب والشباب المتخرجين حديثاً الذين يحملون أفكاراً ورؤى فنية ويبحثون عن سبل لتنفيذها وتطويرها حتى تصل بالتفاعل والمشاركة إلى أكبر عدد من المستقبلين لها محلياً ودولياً. ويستضيف مسرح المدينة اليوم طاولة مستديرة عن «البرفورمانس» (الأداء) مع كورنيليا كرافت، كما يحضر عباس بيضون غداً في حوار عن الشعر، وسمعان خوام في نقاش عن الغرافيتي. ومن المسرحيات التي ستعرض في المهرجان «جريمة في المشفى»، نص عصام محفوظ وإخراج مازن سعد الدين، «نساء في الحرب» العمل الذي كتبه جواد الأسدي قبل سنوات وعرضه للمرة الأولى في إطار مهرجان مسرحي في روما، وسيقدّم في «مشكال» بتوقيع رامي الربيع. إنّها قصة ثلاث نساء هربن من الحرب والاستبداد والضغوط الاجتماعية في العراق، على أمل الحصول على حياة طبيعيّة في ألمانيا. الفكرة التي ابتكرتها نضال الأشقر واشتغل عليها ناجي صوراتي المدير الفني ل «مسرح المدينة» والمسؤول عن المهرجان، ونفّذها شباب طموحون، تمنح المتخرّجين فرصة عرض إبداعاتهم، في وقت لا يجدون فيه من يحتضنهم أو يساعد في نشر أعمالهم. وتتنوع الأفلام في الملتقى من حيث القضايا التي تطرحها، ففيلم جان بوشعيا القصير «فيلم كبير» يلعب على الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال، بينما يستسلم فيلم مارك رومي «الصفحة الأخيرة» لتلك الفتاة التي لا تتوقف عن الحلم.