يتعزز حضور التنظيمات المتطرفة في عدة بلدان عربية وصل فيها الإخوان المسلمون إلى السلطة كما مصر وتونس، وبرز ذلك أثناء الاحتجاجات على الفيلم المسيء وحمل محتجون رايات تنظيم القاعدة علنا في أكثر من عاصمة عربية في تطور يحمل مؤشرا خطيراً، وخاصة بعد إعلان التنظيم مسؤوليته عن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي وأودى بحياة السفير الأمريكي في ليبيا، وأتى عنف هذه الاحتجاجات ليعبر عن مخاوف حقيقية بعد غض الحكومات التي يتزعمها الإخوان المسلمون، الطرف عن ممارسات التكفيريين في أكثر من بلد من بلدان الربيع العربي، ليدق ناقوس الخطر من تطورات محتملة على الصعيد الداخلي لهذه البلدان. وتأثير ذلك على المستقبل السياسي والوئام الاجتماعي لدول عربية، ومدى الدور الذي تلعبه قوى إقليمية من خلال هذه التنظيمات المتطرفة وخاصة تنظيم القاعدة. واعتبر مراقبون أن ما حدث من عنف خلال الأسبوع الماضي من قبل جموع المتطرفين يؤكد أن الخطاب السياسي المزدوج لتنظيم الإخوان المسلمين، يتحمل المسؤولية فيما جرى وربما ما سيجري من أحداث قد تقود إلى تطورات مجتمعية خطيرة في دول الربيع العربي، فهم يتفقون مع هذه التنظيمات في خطابهم الأيديولوجي بينما يعتمدون خطابا سياسيا مختلفا عنهم، وتجلى ذلك في مشاركتهم في الاحتجاجات وإدانتها في آن واحد، وهذا ما يؤكد الدور الملتبس لهذه الجماعة تاريخيا وفي قضايا مهمة وخطيرة على مستقبل المجتمعات العربية، ويلتقي هذا الخطاب المزدوج والملتبس في آن مع الخطاب السياسي والديني لزعماء طهران في قضايا الأمة الإسلامية وقضية فلسطين. وفي الوقت الذي خرجت فيه التظاهرات ضد الفيلم المسيء في عواصم عربية عدة. لم تخرج أي تظاهرات في إيران بل على العكس، فإن طهران تعتزم توزيع فيلم من إنتاجها عن الرسول الكريم يتم فيه تجسد شخصية النبي محمد – عليه الصلاة والسلام – خلال الأشهر المقبلة، وهذا ما قد يثير المزيد من أعمال العنف ويؤجج مشاعر المسلمين من جديد، ويهدد استقرار بعض المجتمعات العربية والإسلامية التي هي أصلاً متوترة لأسباب كثيرة يأتي الدور الإيراني أحد عوامل توترها. فهل يعي تنظيم الإخوان المسلمين الدور الذي يلعبه ويتجاوز خطابه السياسي الأيديولوجي الملتبس والمزدوج، وأن مسؤوليته وهو يتولى السلطة تختلف عن أجندته قبل استلامها.