ليس مهما أن يكون الفيلم المسيء لنبينا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ساقطا وأن يكون بنص رديء وأداء أردأ وتصوير مبتذل لنتحدث عن المستوى الفني له كما فعل البعض، فبصرف النظر عن رداءته فإن الفيلم يسيء إلى رسول الهدى للبشرية جمعاء ويمس وجدان كل مسلم على هذه الأرض ويؤذيه في مشاعره، وأنا متيقن من أن ردات الفعل ستكون أكبر وأقوى من تلك التي حدثت أيام الكاريكاتيرات المسيئة لكني أخشى أن تأخذ المسار نفسه ويتكرر ذات السيناريو الذي حدث قبل ستة أعوام حين عمت المظاهرات الغاضبة العالم الإسلامي وارتفعت دعوات المقاطعة والتنديد والشجب والاستنكار وحتى التهديد بالقتل، وطبعت كتب ونشرات وأنشئت مواقع للدفاع عن الرسول عليه السلام ونصرته ثم هدأت الأمور كأن لم تكن وانفض السامر ومضى كل إلى غايته. لا تكون النصرة بارتكاب مخالفات وقتل أبرياء وعدم الوفاء بالعهود التي أمرنا الله جل وعلا بها، فما لهذا دعانا رسوله وخليله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ولا يكون الدفاع بطباعة الكتب والنشرات وتوزيعها علينا فليست الإساءة منا، ولا بالمزايدات الإنشائية الطنانة، ولكنها في أن نهب هبة رجل واحد على جميع المستويات بالضغوط الدولية والدعاوي القانونية ليس لمنع عرض هذا الفيلم فقط وإنما لمنع تكرار إساءات قادمة، فماذا لو قامت حكومات الدول الإسلامية جمعاء باتخاذ قرارات مشتركة ومتزامنة للضغط على الحكومات التي تتيح قوانينها حرية الإساءة للدين وللرموز الدينية لتعيد النظر في تشريعاتها حتى لا تتحجج كل دولة بعد ذلك بحرية التعبير المكفولة للجميع، فالإجراءات العملية الواقعية هي ما نحتاج إليه وليس التعبيرات الانفعالية الوقتية لعامة الناس وإن كنت أدرك بواعثها من كمية الغضب والحنق والسخط التي انتابتني وأهل بيتي وأحبتي عند مشاهدة مقطع لم نستطع إكماله، فاليهود حين رفعوا شعار معاداة السامية ضد كل من وقف مع الحقيقة تجاه الدولة المحتلة العنصرية بالإجراءات القانونية ومحاربة الغرب بنفس سلاحه وليس بالمظاهرات جعلت رؤساء الدول والسياسيين والمفكرين والفنانين والإعلاميين وغيرهم يفكرون ألف مرة قبل الحديث عن الهولوكوست أو الهجوم على اليهود، وما قصة المفكر روجيه جارودي معهم عنا ببعيد، وهكذا يجب أن نفعل حتى لايتحول الفيلم إلى غضبة وقتية فقط تلحق بالكاريكاتيرات الدانمركية.