أثار في قلوبنا كل مشاعر الغضب واعتصرنا الألم ما أوردته الأخبار بإعادة 17 صحيفة دانمركية نشر الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتي سبق نشرها عام 2005 وذلك بدعوى التضامن ضد ثلاثة من المسلمين ادعت السلطات الدانمركية أنهم قاموا بمخطط لاغتيال أحد رسامي تلك الرسوم المسيئة... والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذا الحقد والكراهية للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ لابد لنا من وقفة مع النفس ... لماذا هذه الاستفزازات المتكررة لنا والإساءة والسخرية من خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم ...ما هو هدف هذه الصحف والقائمين عليها من تكرار إعادة نشر هذه الرسوم ؟ إن تكرار هذه الإساءة لا يجب أن يمر مرور الكرام , فالاستهزاء بسيد الخلق نبينا وقدوتنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لابد أن يستثير الحمية ويستوجب منا نصرته.. إن ما حدث ليس له سوى معنى واحد , هو أن هؤلاء الفجرة قد امتلأت قلوبهم بالحقد و العنصرية , فقاموا بنشر نفس الرسوم مرة أخرى في تحد سافر لنا ومع سبق الإصرار بدعوى الدفاع عن حق حرية التعبير ...أليس ذلك استخفافا بنا لأننا لم نرد عليهم بالقدر الذي يردعهم عندما فعلوا ذلك أول مرة , فبالرغم من قوة الغضب الذي اجتاح معظم العالم الإسلامي والمقاطعة لمنتجاتهم في أول الأمر إلا أنه اقتصر على الشجب الرسمي والغضب الشعبي والذي لم يدم طويلا وفتر الحماس تدريجيا حتى انطفأ , ثم استيقظنا من جديد على صفعة أخرى أقوى من الأولى لنا جميعا بنفس الطريقة ومن نفس البلد ...ولسان حالهم يقول لنا , ماذا انتم فاعلون هذه المرة ؟ لابد أن نتحد جميعا لنصرة نبينا صلى الله عليه وسلم والانتصار لديننا العظيم , ولكننا لا يجب أن نندفع ونتهور أمام هذا التحدي الدانمركي الجديد وألا يكون الرد حماسيا وتثور المظاهرات في الشوارع ونحرق أعلامهم ونحطم سفارتهم ونعطيهم فرصة ليقولوا للعالم هؤلاء هم المسلمون وهذا سلوكهم ...لم تؤدى هذه الثورة إلى ردعهم وبالتالي لن نكرر ما حدث ونستجيب لاستفزازهم لنا مرة أخرى ونقدم لهم صورة مشوهة عنا تسيء إلينا كمسلمين وإلى الإسلام عامة بأننا قوم إرهابيون وتتحكم فينا العواطف قبل العقول ولا نتحاور ونتصف بالسلوك غير الحضاري , لا أحد ينكر علينا أن نثور لنصرة نبينا صلى الله عليه وسلم ولكن علينا أن نرد عليهم هذه المرة بقوة ولكن بدون انفعال يضيع حقوقنا ولا توتر يدفعنا إلى تصرفات حمقاء تؤخذ علينا وأن يكون الرد مؤثرا موجعا لهم وفي الوقت نفسه شافيا لآلام صدورنا ويكون معبرا عن محبة المصطفى في قلوبنا وأنه أحب إلينا من أنفسنا ومن الناس أجمعين, وليعلم المليار ونصف مسلم أن هؤلاء الفجرة لنا ينالوا من مكانة الحبيب المصطفى مهما فعلوا وسيكفيه الله شرهم ويجعل كيدهم في نحرهم , مصداقا لقوله تعالى : ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئين)...يجب أن نعمل على إحياء مقاطعة كل ما تنتجه الدانمرك ونصر عليها وألا نتراجع عنها نصرة منا لمن أساءوا للنبي صلّى الله عليه وسلم , وأن نقاضيهم أمام المحاكم الدولية والهيئات العالمية , وأن نطالب المسئولين في كل الدول الإسلامية باستدعاء سفراء الدانمرك لديهم وان يبلغوا حكومتهم أنه في حالة عدم اتخاذ إجراء فوري وقوي ضد هذه الصحف أن كل الدول الإسلامية ستقطع العلاقات الدبلوماسية معها , فلا حاجة لنا لمن سخروا وأهانوا رسولنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم.... أسأل الله أن يهدينا سواء السبيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...