اقترح استشاري جراحة العمود الفقري، الأستاذ المساعد في جراحة العظام بجامعة أم القرى د.سهيل باجمّال حلاً لتقليص حجم «الأخطاء الطبية»، حيث طالب باجمّال بإنشاء هيئة عامة لسلامة المرضى، بحيث تكون مستقلة، وذات شخصية اعتبارية ترتبط مباشرة بمجلس الوزراء، مثل الهيئة العامة للغذاء والدواء، وتشرف عليها إدارة تنفيذية مستقلة عن أي قطاع صحي ضماناً للحيادية، مشيراً إلى ضرورة تضمنها عدداً من المختصين في سلامة المرضى والجودة النوعية في الرعاية الصحية، كبقية هيئات سلامة المرضى في الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا وأستراليا. وأضاف باجمّال إلى المهام المقترحة لهيئة سلامة المرضى، تعزيز وتثقيف الأطباء والمجتمع بسلامة المريض عن طريق بناء القيادات الصحية المتخصصة في هذا المجال، فضلاً عن إجراء الأبحاث وتفعيل البروتوكولات التي تضمن سلامة المريض ودعمها مالياً، بالإضافة إلى تحديد الأخطاء الطبية، والتعلم منها عن طريق إنشاء نظام وطني عام للإبلاغ عن الأخطاء الطبية وتشجيع المنظمات الصحية وممارسي المهنة على المشاركة والتبليغ الطوعي عن أخطائهم الطبية، ورفع مستويات الأداء والتوقعات لتحسين مجال سلامة المريض من خلال عمل المنظمات الرقابية والجمعيات المهنية. كما اقترح باجمّال أن يكون من ضمن المهام تنفيذ نظم السلامة في مؤسسات الرعاية الصحية، وتعزيز مفهوم فرق العمل بين مختلف تخصصات الممارسين الصحيين في تقديم الخدمة الصحية، بالإضافة إلى إقامة البرامج التدريبية للممارسين الصحيين، لتعزيز مفاهيم فرق العمل وأساسيات التخاطب والتعامل مع الحالات الحرجة باستخدام أحدث أساليب التعليم الطبي مثل «المحاكاة الطبية». وتمنى باجمّال من مجلس الشورى أن يتبنى هذا المقترح، كونه سيساهم في حماية سمعة الطب في السعودية من التطاول شبه اليومي على هذه المهنة في الصحافة المحلية، كما أنه سيضع حداً للخلط الذي انتشر بين «الأخطاء الطبية» و«المضاعفات الطبية»، موضحاً أن الأخطاء الطبية حقيقة عالمية، مستشهداً بنشر معهد الطب الأمريكي عام 2000 م تقريراً مفصلاً عن هذا الموضوع عنوانه «To Err is Human» وقد قدّر التقرير عدد الوفيات بسبب الأخطاء الطبية في الولاياتالمتحدة بقرابة 98 ألف نسمة سنوياً.