يتناقل الطلاب والموظفون عبر برنامج «الواتس آب»، وخدمات التواصل الاجتماعي الأخرى، رسائل تشاؤم من يوم «السبت»، تحمل طابع الاستهزاء والسخرية، لارتباطه ببداية الأسبوع، الأمر الذي انعكس سلباً على دافعية الطلاب والموظفين، حيث يشهد يوم السبت تزايد نسب الغياب بين الطلاب، وعدّ اختصاصيون الأمر استدعاء سلبياً خاطئاً لمشاعر اكتئابية، نتيجة اختلال الهرمونات في جسم الإنسان، تأثراً بالنظرة التشاؤمية. وأشارت الطالبة منى عبدالله الحماد -من المرحلة الثانوية- أنها تتداول وصديقاتها رسائل عبر برنامج «واتس آب» تتخللها سخرية من يوم السبت، مبينة كرهها له وتثاقلها عن الدراسة خلاله، خاصة وأن طاقم المدرسة يشدد على الالتزام في هذا اليوم تحديداً، كاللباس، والانتظام، ما يسبب رهبة عند الحضور، ورأت أن «نكات» الواتس آب ممتعة وتضفي نوعاً من المرح في نفوسهن. غياب أسبوعي وتقول الطالبة ليلى عبدالله «أتعمد الغياب يوم (السبت) أسبوعياً، على عكس بقية أيام الأسبوع، التي تبدو طبيعية بالنسبة لي»، بينما تضيف المعلمة شادية عمار «يوم السبت هو بداية الأسبوع، وأحب أن أتفاءل فيه، ومع محاولاتي المتكررة في جذب الطالبات للحصة إلا أنني ألاحظ خمولهن، وعدم استيعابهن، وغياب معظمهن خلاله»، ويعذر خالد محمد أطفاله عند تذمرهم من السبت، ويكمل «لكنني لا أسمح لهم بالغياب أبداً، وإن كنت أشاركهم مشاعر الضجر فيه». مشاعر تشاؤمية ويقول الاختصاصي النفسي الإكلينيكي المعالج الدكتور وليد الزهراني ل«الشرق»، إن يوم السبت أصبح مشكلة كبيرة عند الغالبية، من طلاب وموظفين، حيث ارتبط بمشاعر تشاؤم واكتئاب، وشكل انعكاسات سلبية في نفوسهم، فارتباطه ببداية الأسبوع انعكس على مزاج الأفراد، وأثر فيه من حيث الاكتئاب، وانخفاض هرمون المزاج، والكآبة، والتشاؤم، والشعور بالإحباط، والملل، والتذمر، مبيناً أن كثيراً من الأطفال والمراهقين يسمونه «يوم النكد»، وأشار أن استدعاء الأمور المحبطة يضعف هرمون السعادة ويعزز هرمون الكآبة في جسم الإنسان، ما يتسبب لهم في حالة من الاكتئاب، ويدعوهم للكسل والتراخي، مع قلة الدافعية النفسية، وضعف الهمة، إلى جانب انعدام الأهداف نتيجة الاختلال الهرموني. بداية مشرقة ويرى الزهراني أن حديث النفس والنظرة السلبية لهذا اليوم سبب في هذه العقدة، فضلاً عن السخرية المقرونة بالتشاؤم من هذا اليوم، واستخدام «النكت» وتداولها عبر الأجهزة الذكية، مشيراً إلى أن أي نظرة تشاؤمية بحتة تجاه الأمور ستنتج عنها انعكاسات سيئة على شخصية الإنسان، وهو ما جعل يوم السبت يوماً مكروهاً عند كثير من الناس، حتى انعكس على تصرفاتهم، فغالباً ما يحضر الطلاب يوم السبت في حالة خمول، وقلة استيعاب، وأشار إلى أن الإنتاجية تقل تبعاً للحالة المزاجية يومي السبت والأحد، بينما ترتفع يومي الثلاثاء والأربعاء، خاصة عند الموظفين، وأضاف «لابد من تغيير النظرة لهذا اليوم، واقترانه بمحفزات إيجابية، والتفاؤل فيه بالنظر له كبداية مشرقة كل أسبوع حتى لا يؤثر في العطاء المهني والدراسي». مدخل للاكتئاب وأكد الزهراني أن انعدام الثقافة النفسية لدى المجتمع، وعدم أخذ الأمور بجدية، أدى إلى مثل هذه التصرفات التي قد تخل بالمشاعر دون شعور من الفرد، وتنعكس حتى على الواقع، فاستدعاء مثل هذه الأمور يخل بهرمونات الجسم، التي لا يعرفها الفرد غالباً، كما أنها مدخل لمرض الاكتئاب النفسي، خصوصاً عند اجتماعها بأمور أخرى من مشكلات الحياة، والتعرض للصدمات النفسية، وقال «لابد من تغيير هذه النظرة، بأن يكون عند الإنسان نوع من الإدراك للصحة النفسية العالية، وعدم استدعاء الأمور بشكل سلبي، والتحلي بالنظرة المتفائلة المحبة».