كلف الرئيس المصري محمد مرسي أمس السفارة المصرية في واشنطن باتخاذ كافة الاجراءات القانونية ضد منتجي الفيلم المسيء للرسول الكريم في الولاياتالمتحدةالأمريكية. فيما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا أمس أكدت فيه تصميم السلطات المصرية على توفير الإجراءات الأمنية الضرورية لحماية كافة السفارات والبعثات الدبلوماسية الموجودة على الأراضي المصرية والعاملين بها على خلفية الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكيةبالقاهرة من متظاهرين إسلاميين غاضبين من الفيلم المسيء للرسول الكريم، ودان بيان لمجلس الوزراء المصري أمس الفيلم المسيء للرسول الكريم، واصفاً إياه بمنتهى التدني الأخلاقي والتصرف الخارج عن كل القيم والأعراف الإنسانية في احترام ديانات وعقائد الآخرين. وكان عشرات المتظاهرين الغاضبين المنتمين للحركات والقوى الإسلامية اقتحموا مبنى السفارة الأمريكيةبالقاهرة لدقائق قليلة مساء أمس الأول وأسقطوا العلم الأمريكي للمرة الأولى في تاريخ العلاقات المصرية الأمريكية. وقالت مصادر خاصة ل«الشرق» في السفارة الأمريكية في القاهرة إن المتظاهرين كتبوا اسم «بن لادن» بلون بني غامق على الحائط الداخلي للسفارة.وقالت المصادر، التي تحدثت شريطة عدم ذكر اسمها، إن حالة من الارتباك تسيطر على دبلوماسيي وموظفي السفارة الأمريكية في القاهرة على خلفية أحداث اقتحامها الثلاثاء وأحداث الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي التي راح ضحيتها السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة من موظفي السفارة.وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية قالت إن السلطات الأمريكية تتواصل مع المسؤولين المصريين بشأن مستجدات الأوضاع أمام السفارة الأمريكيةبالقاهرة. وقال الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى «علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم حماية الرسل حتى في أوقات الحرب.. ما يحدث من اعتداء على البعثات الدبلوماسية غير مقبول ولا يمت للإسلام بصلة ويزيد المشكلة».وقال بيان للحكومة المصرية إن جموع الشعب المصري حكومة وشعباً بمسلميه ومسيحييه يعبرون عن غضبهم ورفضهم لهذه الإساءة، مشيراً إلى أن الكنائس المصرية الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية أكدت شجبها ورفضها واستنكارها لهذا العمل وتبرأت منه، وانضموا إلى إخوانهم المسلمين بمصر في التعبير عن غضبهم. وساد الهدوء أمس محيط السفارة الأمريكية حيث انتشرت قوات من الشرطة والجيش لتأمين السفارة من أي تظاهرات مقبلة.من جانبه، نفى العميد أيمن حلمي، مدير إدارة الإعلام بوزارة الداخلية المصرية، وجود أي تقصير أمني في أحداث السفارة الأمريكيةبالقاهرة، وقال العميد حلمي ل»الشرق»: «لم يكن هناك تقصير أمني في أحداث السفارة الأمريكية.. الغضب كان أكبر من محاولة السيطرة عليه».وأوضح حلمي أن خطط تأمين السفارات والمباني الدبلوماسية في القاهرة لم يطرأ عليها أي تغيير وتسير وفقا للخطة الموضوعة سلفا، وقال حلمي «لم نتلق أي طلب من السفارة الأمريكية لتعزيز الأمن حولها».إلى ذلك، زعم موريس صادق، صاحب الفيلم المسيء للرسول الكريم، أن أحداث الفيلم مأخوذة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، مؤكداً أنه شارك في كتابة العمل ولم ينتجه، وقال صادق «الفيلم لا يسيء للرسول ولا للإسلام أو المسلمين».وتابع صادق، في مداخلة هاتفية مع قناة فضائية محلية، أن سبب مشاركته في الفيلم هو وجود أقباط قضوا سنوات في السجن دون تهمة، وأن هناك حالات من القتل وحرق للبيوت يعاني منها الأقباط في مصر، خاصة بعد أحداث ماسبيرو. لكن مدحت قلادة رئيس اتحاد المنظمات القبطية في أوروبا قال ل»الشرق»: «آراء المحامي موريس صادق لا تعبر عن أقباط المهجر..هو شخصية متطرفة ونحن لا نسير في هذا الاتجاه».