في مؤشر إلى مدى اتساع الفجوة بين الأكراد والحكومة المركزية في بغداد، أعلنت رئاسة إقليم كردستان أن الرئيس مسعود بارزاني يرى ضرورة استبدال رئيس الوزراء نوري المالكي «لاستحالة العمل معه. ولن نعارض أي بديل يراه التحالف الوطني مناسباً»، إلى ذلك، قال المالكي لفضائية NRT الناطقة بالكردية أنه «يشعر الآن بأن العراق بات جزءاً من إقليم كردستان وليس العكس». نافياً نية حكومته مهاجمة الإقليم، مؤكداً أن «هذا الكلام عار عن الصحة». وأوضح أن «الحكومة الاتحادية لا تريد فرض سلطتها بالقوة كون الشعب الكردي عانى الكثير على غرار جميع مكونات البلاد». وطالب «العقلاء في إقليم كردستان وفي وسط وجنوب البلاد بعدم تأزيم الأوضاع»، مشيراً إلى انه يسمع «أحياناً كثيرة طبول الحرب وهي تدق من إقليم كردستان». وقال رئيس ديوان اقليم كردستان فؤاد حسين خلال مقابلة مع صحيفة «روداو» الكردية إن «الأنظار تتجه إلى17 الشهر الجاري، وهو الموعد الأخير الذي حدده لقاء أربيل»، مشيراً إلى أن بارزاني «في اعتقادي الشخصي وصل إلى قناعة باستحالة العمل مع المالكي وضرورة إيجاد بديل له، والرئيس طالباني يؤيد بارزاني، لأن اللقاء عقد برئاسته». وفي معرض رده على موقف الإقليم من اختيار رئيس التحالف إبراهيم الجعفري بديلاً للمالكي، قال حسين: «لن نعارض البديل الذي يراه التحالف الوطني مناسباً، فهو صاحب القرار». وأشار إلى أن «اللقاء الذي عقد في أربيل أمهل المالكي 15 يوماً كي يغير سياسته، وإلا فإنه سيستبدله بالطرق الديموقراطية». وكان طالباني وبارزاني وزعيما «القائمة العراقية» إياد علاوي و»التيار الصدري» مقتدى الصدر ورئيس البرلمان أسامه النجيفي، عقدوا في أربيل في 28 من نيسان (أبريل) الماضي اجتماعاً، للإسراع في عقد المؤتمر الوطني وحل النقاط ال18 التي طرحها الصدر كخريطة طريق للخروج من الأزمة، وطالبوا بسحب الثقة من حكومة المالكي، وإيجاد بديل له، أو إجراء انتخابات مبكرة. وتطرح أوساط كردية اسم الجعفري بديلاً للمالكي، على رغم أن الأطراف الكردية ساهمت عام 2006 في عدم تجديد ولاية الجعفري بسبب نشوب خلافات معه حول المناطق المتنازع عليها ودعمت حينها المالكي. وسبق للناطق باسم حزب بارزاني جعفر إبراهيم التأكيد أن «الجعفري مقبول من الجميع، في حال عدم تجاوب المالكي مع الأطراف في المؤتمر الوطني»، فيما حذرت أوساط برلمانية من أن حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة سيبقي المالكي على رأس حكومة لتصريف الأعمال، ما يعني بقاءه في المنصب، وأكدت ضرورة إيجاد مرشح بديل لتلافي الدخول في إشكالات اكثر تعقيداً. وقال رئيس البرلمان الكردي ارسلان بايز في مقابلة مع صحيفة «يني شفق» التركية، إن «واشنطن وطهران تدعمان المالكي، فعلى رغم العدائية التي تسود علاقاتهما، يلتقيان في هذا المبدأ»، وأكد في الوقت نفسه أن الأكراد «ليسوا جزءاً من الصراع الشيعي السني».