قارئ بعث لي بتعليق على مقالي (حوادث الهيئة ونظامها) يقول فيه إن الصحيفة لم تنشره.. ربما لإطالته، أو لأنه تضمن نقدًا لي رأي المراقب حجبه. وهو يعتذر إن كان في الكلام ما لا يرضيني، رغم أنه صادر من رجل مُحب -كما يقول-. ويرى القارئ الكريم أن التحديث لا يقتصر على نظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحدها، بل يجب أن يتناول معظم الأنظمة التي تحكم حياتنا، والتي عفا عليها الزمن، وتجاوزتها الأيام، وأصبحت لا تتماشى مع التطورات التي حدثت في حياتنا، وفي العالم المحيط بنا. وأهم ما يحتّمه التغيير هو ضخ دماء جديدة.. ذات فكر جديد ومتطور وواعٍ وواسع الأفق والخيال. فالإنسان مهما أوتى من قدرات وإبداع.. سيأتي يوم يكلُّ فيه فكره، ويقلُّ جهده، ويتلاشى عطاؤه. ولا بد من التجديد في كل مستويات الإدارة، نظمًا وأشخاصًا؛ لتتمكن من تحقيق الهدف من وجودها.. وهو خدمة الناس بما يحقق الرخاء للفرد والمجتمع. ويسألني القارئ الكريم، ويسأل من خلالي بقية الكُتَّاب: لماذا يُكرر الكُتَّاب ما يكتبه غيرهم من الكُتَّاب، إمّا بالتعليق عليها، أو بأخذ نفس الأفكار وإعادة صياغتها.. هل هو جفاف أفكار؟ أم هو دعم وتأييد؟ وإن كان كذلك.. لماذا لم يأخذ المبادرة، ويكتب هو الموضوع قبله؟ ويشير القارئ الكريم في النهاية إلى تفاخر بعض الكُتّاب بما يتلقونه من اتصالات من كبار المسؤولين، ويرى في ذلك علامة ضعف، وتفاخر «على الفاضي»، وفيه شحنة كبيرة من (الأنا) المقيتة. وليعذرني القارئ على اختصار أجزاء من كلامه، الذي لم أجد في مجمله ما يلزم اعتذاره، أو يمنع نشره، وإن كان فيه بعض تطويل لا تسمح زاويتي، ولا مساحة تعليق القرّاء في الصحيفة من نشره كله.