أثار تواصل أخطاء الطائرات الأمريكية التي تستهدف عناصر تنظيم القاعدة في اليمن وتسببها في قتل مدنيين أبرياء انتقادات واسعة من قِبَل المنظمات الحقوقية اليمنية والنخب السياسية والقبائل ورجال الدين. واتهمت هيئة علماء اليمن، التي يرأسها رجل الدين البارز عبدالمجيد الزنداني، الطائرات الأمريكية باختراق السيادة اليمنية وسفك الدماء خارج إطار القضاء تحت دعوى الاشتباه.واعتبرت الهيئة، في بيانٍ لها، أن الهجمات التي تنفذها طائرات بدون طيار وطائرات عسكرية أمريكية في اليمن تتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية والمحلية، وطالبت الهيئة الحكومة اليمنية بحماية سيادة البلاد ومنع انتهاك الطائرات الأمريكية للأجواء اليمنية.بدورها، دانت أحزاب اللقاء المشترك ما تعرّض له المدنيون في مدينة رداع من استهدافٍ وقصف من قِبَل طائرة أمريكية بدون طيار، ودعت أحزاب المشترك، في اجتماعٍ لقيادتها العليا، إلى وقف مثل هذه الانتهاكات التي تتعارض مع الدستور اليمني ومواثيق حقوق الإنسان.من جهته، قال القيادي في المؤتمر الشعبي العام، عبد الملك الفهيدي، إن مواصلة الطيران الأمريكي استهداف المدنيين يتطلب وقفة جادة من الحكومة اليمنية، متهماً الحكومة بفتح الأجواء اليمنية للطائرات الأمريكية دون أي تنسيق أو رقابة على أدائها المنفلت.ودعا الفهيدي، في تصريحٍ ل “الشرق”، السلطات الأمريكية إلى التحقيق الفوري في مقتل الأطفال والنساء أكثر من مرة في اليمن بسبب هذه الهجمات، وآخرها ماحدث في محافظة البيضاء، مع مراجعة الأداء غير الإنساني، حسب وصفه، لأجهزتها العسكرية الناشطة في اليمن.وكانت طائرة أمريكية قصفت بالخطأ سيارة تقل مدنيين في محافظة البيضاء ما نتج عنه مقتل 14 شخصا بينهم أربعة أطفال وامرأتان، مما دفع بمسلحين قبليين إلى مهاجمة نقاط عسكرية وأمنية في مدينة رداع التي وقع فيها القصف.في السياق ذاته، طالبت منظمة “سياج” اليمنية لحماية الطفولة بالتحقيق في استهداف مواطنين مدنيين بشكل متكرر من قِبَل الطائرات الأمريكية خلال الحرب على القاعدة وإحالة المسؤولين عن ذلك إلى القضاء سواءً كانوا من القاعدة أو الجهات الأمنية. ورأت “سياج” أنه يتعين على الحكومتين اليمنية والأمريكية تحمل المسؤولية الإنسانية في وقف مثل هذه الهجمات العشوائية وتعويض أسر الضحايا والجرحى تعويضاً عادلاً يشمل العلاج والرعاية وإعادة التأهيل، وكذا إلزام المؤسسات الأمنية والعسكرية بتجنب استهداف المدنيين.وكان تنظيم القاعدة هدد بالرد على استهداف الطيران الأمريكي للمدنيين بتفجير كل المنشآت النفطية في شرق اليمن.واستهدف التنظيم أمس الثلاثاء أنبوب الغاز في محافظة مأرب، حيث تعرض لانفجار جديد بعد أن قام مسلحو التنظيم بتفجير الأنبوب الاستراتيجي الذي ينقل الغاز من حقول صافر في وسط البلاد إلى ميناء التصدير في بلحاف بمحافظة شبوة. ويعتبر مشروع الغاز الذي استهدفه التنظيم أكبر مشروع استثماري في اليمن، حيث تم إنشاؤه من قِبَل شركات عالمية أبرزها “توتال” الفرنسية بكلفة جاوزت خمسة مليارات دولار.