الغالبية العظمى في توبيكات الواتس أب، والصور الرمزية لبروفايلات التعريف، والرسائل المتبادلة بين الطلاب وبين المعلمين، تشي بأن صباح السبت المقبل هو صباح التكشيرة والنكد العام للطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، يجب أن نعترف بذلك بكل صراحة! وأن نبحث عن مسببات ذلك الأسى والغم والتثاقل الذي يصيب طلابنا ومعلمينا عشية السبت الأول من الدراسة، الذي يتضح في تعليقاتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي ونكاتهم من خلال رسائل الsms وحتى الكاريكاتيرات في الصحف. لماذا تبدو علامات العودة للمدارس كئيبة وغير متفائلة؟ ما الذي جعلها كذلك؟ لماذا ارتبطت الفصول الدراسية في أذهان كثير من الطلاب بأنها كالمعتقلات، والمعلمين والمعلمات كالأشباح أو كالسجانين؟ متى سيأتي اليوم الذي يضجر أبناؤنا ومعلمونا من طول الإجازة المدرسية ويتمنون العودة لمدارسهم. أعتقد أننا بحاجة إلى أن نخفف من وطأت اليوم الأول ببرامج ترحيبية وترفيهية تحتفل بعودة الطلاب في جميع مدارسنا بمراحلها كافة، وبرامج مستمرة طيلة العام تجعل من اليوم الدراسي يوماً ممتعاً وخفيفاً، وتبتكر طرقاً وعادات تعزز حب الطالب والمعلم في مدارسهم. ربما يكون من المناسب أن أختم مقالي برسالة (ماسنجر) من (أبرار) زميلة (رنا) ابنتي، اللتين تنتقلان بداية العام الدراسي الجديد إلى المرحلة المتوسطة، تقول فيها: «اليوم آخر أربعاء في الإجازة، بنات شفتو كل هذه (الفيسات) الحزينة.. كلها ولا واحد عبر عن الشعور اللي فيني، فيني بكووة! على صيحة! ترى أفكر أفصل من المدرسة!!».هذه الرسالة العفوية البريئة من فتاة متفوقة دراسياً لزميلتها هي أول ما حرك دوافع الكتابة، متعشماً أن يأتي يوم يتبادل صغارنا التهاني بقدوم العام الدراسي بعد أن تتحول بيئة التعليم لدينا من بيئة منفرة إلى بيئة جاذبة، وعسى ذلك يكون قريباً.