لماذا الطفل السعودي ينتابه الحزن مع كل بداية للدراسة بعد كل إجازة!!؟!... لماذا آخر يوم دراسي يذهب الأطفال إلى مدارسهم فرحين مستبشرين سعداء.. راضين.. وآخر يوم في الإجازة يسود النكد ويعم الأسى وتكشر الوجوه وتغيب الضحكات ويصبح اليوم مكفهرا قلقا كئيبا، وإذا حل صباح العودة إلى المدرسة... تكاسلت الأبدان وكثر الغياب ومرضت النفوس ثم انظر إلى الوجوه.. تعرف أن الحزن صار من علاماتها الفارقة، والكآبة تخيم على الخطى كأنما هم ذاهبون إلى معتقلات وليس إلى مدارس! ثم انظر إلى سيارات نقل الأطفال عندما تقف أمام أبواب المدرسة تجد أسراب الأطفال يدفعون بعضهم بعضا!! كأنما لا دراسة من غير دف!!... ولا دخول للمدرسة إلا بالدف !! ولا وقوف في الطوابير إلا بالدف!! ولا دخول للفصول إلا بالدف وتسمع صوت المراقبين والمراقبات أو المعلمين والمعلمات.. «يالا يا بنات» «يالا يا أولاد»... يا ولد تعال أمش.... كأنما القطيع يحتاج من يسوقه إلى الفصل!!! لماذا أصبح الطابور الصباحي شكلا من أشكال التعذيب كما نسمع عن تعذيب المساجين! ولماذا الفارين منه والهاربين من الوقوف فيه لا يأتون إلى المدرسة إلا مع بدء الحصة الدراسية حتى لا يقفوا في الطابور الممل!! لقد أصبح المجتمع السعودي أكثر المجتمعات الإنسانية في اختلاق إشاعات تعطيل الدراسة مع كل طارئ أول ما تسمع إشاعة تقول...تم تأجيل الدراسة حتى لو تأجلت يوما واحدا... الفرحة تعم.. المهم أنها تأجلت!! هذا ما تركته المدارس في النفوس... الكراهية!!!! وهذا ما تركه أسلوب التعليم بالمدارس النفور!!! قد تكون عبارات غير لائقة لكنها الحقيقة المرة التي لا يريد أن يعترف بها نظام التعليم الذي لم يدرك بعد كيف ينجح ويؤدي مهماته!! والأدهى أن الكارهين ليسوا الصغار وحدهم أو الطلبة والطالبات، بل الموظفون والموظفات تحت قبة التعليم لا يذهبون إلا غصبا!! ولولا ما يقبضونه آخر الشهر من رواتب مجزية لزموا بيوتهم فلا أسوأ من العمل تحت نظام لا تعرف فيه النظام!! إن أكثر الموظفين والموظفات عددا هم الموظفون والموظفات بالتعليم! وأكثر الرواتب سخاء رواتب الموظفين بالتعليم! وأكثر الميزانيات عطاء... ميزانيات التعليم وأكثر الناس جدلا هم المنتفعون من وظيفة بالتعليم!! وأكثر أنواع الجدال هو الجدل حول التعليم!! وأكثر الجهود المغطاة إعلاميا هي جهود التعليم وأكثر الأخبار التي يتابعها الناس هي أخبار التعليم!! وما من خطيب مفوه إلا وقد خطب في التعليم وما من شخصية عامة إلا وتطرقت لأهمية وقيمة التعليم وما من وزارة تضم كل عناصر المجتمع مثل وزارة التعليم تجمع بين الصغار والكبار والموظفين والموظفات وراء جدرانها العالية!! ومع كل ذلك ورغم كل هذا الهيل والهيلمان، إلا أن التعليم لم يزل مكروها وعاجزا...والأدهى أنه مكروه من منسوباته ومنسوبيه! هذه القضية الأساسية كيف نجعل نظام التعليم محبوبا، وليست القضية المناهج أو الامتحانات أو ما عدا ذلك.. هذا السؤال الرئيس الذي يطارد وزارة التربية والتعليم، وعليها أن تجيب عليه. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة