الأمير سعود بن عبدالمحسن في كلمة ضيف الشرف التي ألقاها في حفل جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي 24، وتطرق فيها لواقع التعليم لدينا وهمومه، خرج عن المعتاد المضلل في كيل المديح وعبارات الثناء واختيار ما قلَّ من الإيجابيات والنفخ فيها حتى تتضاءل كل العيوب التي تحتاج للمعالجة السريعة، وتصرف الأنظار عن كل الأمراض الباطنة بعد تزويق الشكل الخارجي وتلميع البشرة، ولخص في مكاشفة لم نعتد على مثلها من قبل هموم التعليم لدينا وثغراته. «إلا أن تعليمنا لايزال يرتهن للأداء التقليدي الذي حول مدار مدارسنا إلى قاعات يملؤها السأم والملل والضجر، يجرجر أطفالنا أقدامهم إليها كل صباح بكل تثاقل منتظرين قرع جرس الانصراف على أحرّ من الجمر.. تماماً كما يريد من يفرّ من معتقل»، هذه العبارة لم أقرأ أصدق ولا أجرأ منها لمسؤول رفيع في وصف واقع مدارسنا اليوم، فلماذا لا يحب أبناؤنا مدارسهم؟ ولماذا يطير أبناؤنا فرحاً عندما يأتي الغبار أو الأمطار على أمل تعليق الدراسة ويتناقلون نبأها بالرسائل مبشرين؟ لماذا تسمع من طفل صغير أحياناً كلمة تقول «يارب يجي سيل ويشيل مدرستنا»؟ اليوم الذي يصبح فيه تعليمنا بخير، هو اليوم الذي يحب فيه الطالب مدرسته، ويحب معلمه، ويفرح عشية الجمعة بغد سبت جديد يغدو فيه إلى مدرسته مبتهجاً يعاجل الخطى، وهذا المؤشر ليس من السهل تحقيقه إلا بجهود مضنية مخلصة تركز على بيئة المكان والمعلم المؤهل والمنهج السهل المفيد.