معلمة في مدينة الدمام، تقول: «أحضرت خادمة لتهتم بطفلتي الرضيعة، فهربت بعد عدة أشهر سارقة كل ما غلا ثمنه.. ثم أحضرت أخرى وللأسف لحقت الأولى تاركة كل أبواب المنزل مشرعة ومفتوحة.. خسرت في الاثنتين أربعين ألف ريال، أضطر الآن أن أترك طفلتي عند أختي في الجبيل وآخذها كل أربعاء.. لم لا توفر لنا الوزارة حضانات في المدارس.. وعلى حسابنا!». أحمد معمور العسيري وأخرى تعمل ممرضة في أحد المستشفيات، تقول: «أهل زوجي وأهلي في منطقة بعيدة ولا أستطيع إلحاق أطفالي بحضانة خوفاً عليهم من الإهمال، ولأن أغلبها سعرها مرتفع جداً، وتجربتي مع الخادمات تحمل كل أسى ومرارة! لم لا توفر لنا وزارة الصحة حضانات في المستشفيات.. حتى لو على حسابنا!». وتقول أختي المعلمة في المرحلة المتوسطة في الدمام: أكبر همنا وأشد معاناتنا تتمثل في البحث عمَّن يرعى أطفالنا (خاصة الرضع) في أثناء وجودنا في الدوام، في ظل تفاقم مشكلات الخادمات التي لا تخفى على أحد، وقد طالبت أنا وزميلاتي في المدرسة مديرة المدرسة بعمل غرفة حضانة في المدرسة وإحضار مربية وكل ذلك على حسابنا الشخصي، فتعاطفت مع دموعنا وإلحاحنا وخاطبت إدارة التعليم.. فجاء الرد بالرفض التام! وبدون إبداء الأسباب.. قمة في التخلف والبيروقراطية وانعدام الإنسانية»!! بات مطلب توفير حضانات أطفال مطلباً ملحَّاً جداً لكل النساء العاملات (خاصة اللواتي في المجال التعليمي والصحي)، وهنّ على كامل الاستعداد لدفع المصاريف والأجور. مع العلم بأن توفير الحضانات سيترتب عليه تضاؤل جيوش الخادمات لدينا والاستغناء عن أكثرهن، كما سيؤدي إلى توظيف عشرات الآلاف من بناتنا العاطلات الجامعيات (على وظائف مربيات).. فالفوائد والإيجابيات كثيرة ومتعددة. نطالب وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة وأي جهة لها علاقة بتوفير حضانات متخصصة تحت إشرافها تساعد الأمهات العاملات، وتكون قريبة من أماكن عملهن، البلد الآن بحاجة إلى عشرات الآلاف من الحضانات سواء التي تكون داخل مقرات العمل أو المستقلة، خصوصاً أن الدولة متوجهة حالياً نحو سعودة وتأنيث كثير من الوظائف التي كانت حكراً على الوافدين، وبالتالي ستحتاج هؤلاء إلى من يعتني بأطفالهن.