أبدى عدد من العاملات في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض ارتياحهن الكبير من توفر حضانة لأطفالهن بالقرب من عملهن وداخل حرم المدينة الأمر الذي وصفه البعض منهن بأنها مبعث أمان وطمأنينة مقارنة بإبقاء الأطفال في المنزل. وشددن على أن إقامة مثل هذه الصروح المناسبة للأطفال داخل المنشآت الصحية بات أمرا حتميا وضرورة لابد منها في وقت أثبتت المرأة السعودية علو مكانتها في العمل الصحي بشكل عام ومساهمتها بجانب الرجل في خدمة الوطن ومواطنيه وبالتالي يزيد من إقبال المرآة على المهن الصحية بمختلف تخصصاتها لتوفر البيئة الملائمة لها ولأطفالها . من جانبه حرص مسؤولو صحة الحرس الوطني على إنشاء حضانة للأطفال منذ سنوات عدة تجاوزت العشر سنوات تتبع لنادي الموظفين الاجتماعي حيث تحتضن الأطفال دون سن الدراسة. وللتعرف على أهمية وجود الحضانة بالقرب من عمل المرأة السعودية بالذات استطلعت «الرياض» في لقاءات أجرتها مع عدد من العاملات في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض حيث أبدت الأخصائية ( ن. م ) ارتياحها الشديد من وجود حضانة لابنها الصغير، وقالت : أن وجودها حل قضية مهمة يعاني منها الكثير من الزميلات العاملات في المرافق الصحية وهي عدم التوفيق بين العمل وواجبات المنزل وعندما يكون الطفل أو الطفلة قريب منها ويقضي وقته في ما هو مفيد وتحت مسؤولية أناس مختصين في هذا المجال فانه يجعل هناك طمأنينة وسعادة بان الطفل أو الطفلة يقضون نهارهم بما هو مفيد لهم مستقبلا والتعلم على المواضيع التي تسبق مرحلة الدراسة ويكونوا ملمين بها وهذا قد لا يكون عندما يبقى الطفل أو الطفلة عند الخادمة أو المربية مثلا أو عند الأقرباء مثلا. فيما تشير الممرضة ( س. ع ) متزوجة ولديها طفلين أنها انتقلت حديثا للعمل بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض عقب علمها بوجود حضانة للأطفال بعد أن كانت تعمل بأحد المستشفيات الحكومية بالعاصمة والتي لا يتوفر بها دور لحضانة الاطفال حيث عانت الأمرين لمدة سنتين في إبقاء طفليها عند جدتهم بشكل يومي وان المنزل يبعد كثيرا عن مقر العمل ولكن الآن تغير الحال أصبحت اكثر نشاطا وإنتاجية وحرصا على العمل إضافة إلى قضاء طفليها وقتا مفيدا لهم ومهما في تربيتهم عما في السابق. وتؤكد الطبيبة ( م. ع ) بقولها : أن أهمية الحضانة تأتي عندما تتزوج المرأة ويصبح لديه أطفال فهنا تظهر المشكلة نوعا ما وتصبح قلقة أثناء تأدية عملها اليومي وخاصة وان العمل بالمدينة طويل مقارنة بالمستشفيات الأخرى و لكن من خلال عملي بالمدينة منذ سنوات عدة لمست أهمية قرب الحضانة من الزميلات حتى أنها أصبحت عاملا مساعدا في جذب المرأة السعودية للعمل في القطاع الصحي حتى لو أن الدوام طويل لإحساسها بأنها في منزلها ولو بالغت في هذا الجانب ولكن هذه الحقيقة وخاصة وان الحضانة بها عاملات مختصات في رياض الاطفال ومؤهلات على ذلك واحب أن أضيف نقطة مهمة عبر «الرياض» وهي أن إيجاد مثل هذه الحضانة يساعد على عدم تسرب العاملات واظطرارهم إلى الاستقالة من العمل بسبب الأبناء وحرصهم على تربيتهم إضافة إلى إنني أتمنى أن تحذو جميع المرافق الصحية حذو المدينة وتصبح الحضانة جزءاً من مرافق المستشفيات. إلى ذلك التقت «الرياض» بمشرفة الحضانة الأستاذة أمل القرشي للتعرف على الدور الذي تقوم به حيث تقول أن الحضانة تعتبر خدمه يقدمها النادي الاجتماعي للموظفين لرعاية أطفالهم ففي الحضانة تقسم المراحل إلى ثلاثة الأولى من عمر الولادة وحتى 15 شهرا والثانية من بعد ذلك إلى ثلاث سنوات والمرحلة الثالثة والأخيرة من ثلاث سنوات إلى عمر ما قبل الدراسة ويتلقى الاطفال في جو مرح ومريح لهم العادات والتقاليد التي يمليها علينا مجتمعنا المسلم المحافظ إضافة إلى معرفة الاطفال بالسلوك المطلوب في تعاملهم مع والديهم وممارستهم الصحيحة في المنزل وتعلم الحروف العربية والمهمة قبل دخولهم المدرسة ويشرف على هذه المراحل معلمات مؤهلات لهذا الغرض، وليس التعلم كل شئ في الحضانة فهناك البرامج الترفيهية التي تقدم لهم والرحلات والزيارات المفيدة مثل حديقة الحيوان وغير ذلك. من ناحية أخرى ذكر مدير نادي الموظفين الاجتماعي الأستاذ مساعد المرشد أن الإقبال على الحضانة شهد في السنوات الأخيرة تزايدا ملحوظا وحرصت اسر العاملين على تواجد أبنائهم بالقرب من عملهم وهذا وفر لهم الوقت والمال وتعمل الحضانة طوال فترة العمل الرسمي ويتفاوت تواجد الاطفال في الحضانة فمنهم من يبقى بها لحين وقت الظهيرة ومنهم من يبقى إلى نهاية الدوام والنادي وبدعم من المسؤولين في الشؤون الصحية بالحرس الوطني وفر جميع متطلبات الحضانة حيث توجد غرف للنوم مجهزة وأماكن لتناول الوجبات الرئيسية ونحرص دائما على توفير جميع احتياجات الطفل حسب عمره ونحسسه بأنه داخل منزله وبين أشقائه.