من أجمل الحكم العالقة في ذهني مقولة «الصمت صديق لا يخون أبداً»، ويرى الفلاسفة أن الصمت هو أرفع أنواع الحكمة لدى البشر، كما أن الصينيين في أمثالهم قالوا عن الصمت «قليلون جداً هؤلاء الذين ندموا على أنهم التزموا الصمت». -تذكرت كل هذا وأنا أتابع التكتيك، الذي يسير عليه هذا الموسم رئيس نادي الشباب خالد البلطان، والذي تعالى صوته في الموسم الماضي، «وأرعد وأزبد» في كل اتجاه، ولم يترك نادياً أو مسؤولاً أو جهة إعلامية إلاّ فيما ندر إلاّ أنتقدها أو هاجمها أو أنتقص منها، وكانت النتيجة دخول فريقه في مشاحنات واحتقان مدرجات الأندية ضد الشباب، وأتذكر أنني قلت وقتها في»الرياضية» إن البلطان أفرغ النادي النموذجي من نموذجيته، بتلك التصريحات التي لم يحسب حسابها، وأشغل اللاعبين عن الملعب وكانت النتيجة فقدان البطولات. – يبدو لي أن البلطان رجل يتعلم من أخطائه، وأيقن أن الصمت هو روح الأشياء، وأن الهيبة تكون بكثرة الصمت، لذلك انتهج الصمت والتروي والهدوء طريقاً له خلال الموسم الرياضي الحالي، لدرجة أن البعض يسأل «البلطان وينه؟»، وكانت الثمرة أن الفريق الشبابي الأول لكرة القدم يقدم عطاءات جيدة، ويتربع على سلم ترتيب الدوري، ويسير بهدوء نحو اللقب. – نسيت أن أخبركم، أن الجماهيرية لا تأتي بالكلام والتصريحات النارية والخروج عن النص، ولا تأتي بالتصادم مع الأندية الأخرى إعلامياً، بل تأتي من خلال منصات التتويج والذهب.