لا تتعدى مواجهة الأهلي والشباب التي ستقام الجمعة المقبل، ما يجعلها أكثر من مباراة تأتي ضمن مباريات الدوري المجدولة، الخاسر فيها سيفقد ثلاث نقاط، والفائز سيحولها إلى رصيده. لكن هذا الواقع تغير تماماً مع شعور خالد البلطان أن الشباب الذي يرأسه حالياً أصبح \"مان يونايتد\"، وأن غيره من الأندية الكبيرة في نظره لا تستحق لقب الكبار. والحقيقة أن البلطان الذي أعلن توقفه عن التصريحات، أخطأ كثيراً في حق ناديين كبيرين هما الأهلي والنصر، وأضر بناديه في لحظات \"شوفة نفس\". إفرازات هذه التصريحات، والتدخل في شؤون أندية لها تاريخها وبطولاتها وجماهيرها العريضة، حولت لقاءات فريق الشباب معها إلى مواجهات وضعت تحت الرقابة والمجهر. كان فريق الشباب ومازال يمثل ضلعاً مهماً من أضلاع كرة القدم المحلية، ونادياً كبيراً ونموذجياً، وأحد الكبار الذين لا يمكن تجاهلهم، أو طمس تاريخهم وإنجازاتهم. قبل قدوم رئيسه الحالي، كان الشباب النادي الذي تجتمع حوله كل الميول، ليمثل النادي الثاني لجماهير كرة القدم المحلية، في حالة من الحالات النادرة، والقليل ظهورها. لذلك يبدو الوضع في هذا الموسم مختلفاً تماماً عن المواسم السابقة، فرئيس الشباب رمى بكل مبادئ وأسس التنافس الشريف، ومزق أوراق ميثاق الشرف، وألهب الساحة الرياضية. فمن طابور خامس، إلى \"حلالنا في إشارة إلى أولاد عطيف\"، إلى البلايستيشن، إلى البالتوك، إلخ.. إلخ.. إلخ، حتى خرج لنا في آخر تصريح له بعد لقاء الهلال والشباب في كأس الأمير فيصل، ليؤكد أنه لن يتحدث بعد اليوم. لماذا لا يتحدث البلطان، وماهي دوافع وأسرار هذا القرار الأخير؟، فليس الهدف ألاّ يتكلم رئيس الشباب، ولكن عليه أن يحترم الأندية الأخرى ورجالاتها، وجمهورها. ربما يشعر البلطان الآن بحجم أخطائه، فإدارة الأهلي رفضت استقدام حكام انتدبوا في هذا الموسم لمباريات الشباب، وهذا حق من حقوق الأهلي، لاسيما أنه صاحب الملعب، وصاحب الأفضلية في اختيار الحكام. إلاّ أن الأهلي \"جامعة المثالية\" دافع عنه أهله منذ البداية، واكتفوا بما قالوه، وها هم الآن يعملون في هدوء من أجل حضور \"باهي\" للقلعة الخضراء، بدأت ملامحه تتضح من خلال التعاقد مع مدرب ثالث أندية العالم، وإحضار لاعب كبير هو التونسي سيف غزال. كنت أستمع إلى الأمير خالد بن عبدالله ذات مساء، وهو يتحدث عن الأهلي بعد قرعة دوري أبطال آسيا، وهو يقول \"إما تمثيل مشرف في دوري الأبطال، أو الاعتذار عن البطولة\". غير أن الأمير خالد، وهو الرجل الذي عرف عنه أنه قليل الكلام، كبير الأفعال، لا يقبل أن يعتذر الأهلي، فكان أن قدم المهر، وباتت الأحلام تكبر بعودة \" بطل \" غاب عن آسيا، وهو أول من افتتحها، واختار أن تكون عودته مع بداية عام 2010. هكذا يبدو كثير من الناس، فما إن تنتهي علاقة بعضهم بالمنصب، إلا وتلاحظ عليه أنه قد تحول إلى شخص معارض، لا يرتاح له بال إلاّ بعد أن يصب كل أحقاده وعقده على من يخلفه، ينتقد عمله، ويقلل من إمكاناته وقدراته، ويشكك في خبراته وتجربته ..! هذا النوع من الناس ابتلي بهم وسطنا الرياضي، وأصبح يشكل خطراً كبيراً على منظومة العمل، وخطط التطوير والتنظيم الذي تنتهجه الأندية والمؤسسة الرياضية، حيث تشكل هذه الجبهة أحد التكتلات التي تخطط لإسقاط الإدارة الحالية، ولكن أوراقهم تساقطت، وأقنعتهم انكشفت ..! جاء قرار الرئيس العام بتقديم مباراة الهلال والنصر إلى عصر غد، وتأجيل لقاء الأهلي والشباب إلى مساء الجمعة، ليحقق رغبات الجماهير في مشاهدة المباراتين الكبيرتين في يومين متتاليين، وهو ما كنت قد طالبت به في مقالي بصحيفة الحياة يوم الاثنين الماضي .. شكراً أمير الشباب. لم تتخذ إدارة نادي الشباب قراراً بإيقاف تجاوزات متكررة لمهاجم الفريق ناصر الشمراني، وآخرها أمام فريق الوحدة في مكةالمكرمة، حتى جاءت أول مشاركة له أمام النصر في اللقاء الثاني كلاعب بديل ، ليتعرض للإصابة ويتم استبداله، وأشارت آخر التقارير إلى حاجة اللاعب إلى علاج قد يستمر لعشرة أيام \" سبحان الله \" ..!