تثير قضية المنافسة بين منتجات العصر من ثقافة، وبين الموروث المادي وغير المادي «الفولكلور» مخاوف عدد من المهتمين بالتراث، خشية أن تندثر فنون الآباء والأجداد أمام سيل الموسيقى والرقصات الحديثة. «الشرق» استطلعت رأي عدد من المهتمين بالتراث عن سبل الحفاظ على الفولكلور، وتطويره ليساير العصر، ويُرغِّب الأجيال الجديدة في حفظه وممارسته. اهتمام المليك يرى مبارك الدوح، المسؤول عن إحدى الفرق الشعبية، أن الفولكلور يعد جزءاً من حضارة أي أمة، ومن الصعب أن يندثر. ويضيف «في المملكة نجد اهتمام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بالتراث، لإيمانه بقيمته في حضارة البلد». وقال الدوح: لدينا فنون أصيلة، كالعرضة، والسامري، والفن البحري، لكن هناك بعض السلبيات التي أدخلها بعض الشباب إلى هذه الفنون، ويريدون إقحامها في الفولكلور، ك«الشكشكة والقادري»، حيث تتداخل الآلات، وليس هناك تنسيق بينهم، حتى أن المستمع لا يستسيغ الاستماع إليهم، ولا يتذوقهم، فهم عبارة عن تداخل عشوائي. ودعا الدوح الشباب إلى الاهتمام بالتراث، وعدم التفريط فيه، لأنه وديعة الآباء للأبناء. جمعية التراث وأكد رئيس ديوانية التراث والأدب الشعبي في المنطقة الشرقية، خالد الخالدي، أنه لا يوجد سابقاً ما يسمّى ب«فولكلور»، فكانوا في السابق يطلقون على بعض الألوان الطربية «الطرب الشعبي» أو التقليدي، أو كان ينسب إلى الأشخاص الذين أسسوا تلك الفنون، كتجربة الشاعر محمد بن لعبون. ويضيف الخالدي أن الفنانين في وقتنا الحالي لجأوا إلى وضع مسمّى «الفولكلور» بسبب تغطية سرقاتهم للألحان الشعبية والأغاني القديمة. ويقول إن هناك اتجاهاً سائداً لتطوير الموسيقى، ولا يخلو جوال أي شخص من الإنشاد الشعبي، أو ما يسمّى ب «الشلات». وبالنسبة للحفاظ على التراث، يرى أنه لا توجد مظلة لحماية التراث والفنون الشعبية من الاندثار، أو السرقة، وهناك كثير من الألحان تعرضت للسرقة دون أن يحميها أحد، ويضيف أن هناك جمعية التراث والفنون الشعبية، التي أنشئت تحت مظلة الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومن المؤمل أن يكون لها دور كبير في حفظ الفنون الشعبية كجزء من التراث. إهمال ويقول خالد العبد القادر إن الفولكلور، أو التراث، بألوانه، لن يندثر، وأن الناس أصبحوا يميلون إلى الفن القديم، والطلب يزداد عليه. ويضيف أن الفنانين الشعبيين عددهم قليل جداً «نحن في حاجة إلى فنانين يركزون على هذا النوع من الفنون». وبيّن العبد القادر أنه من الممكن تطوير التراث بدعم وتشجيع الجهات المسؤولة عن هذا الموضوع، وهي جمعية الثقافة والفنون التي لا أجدها تهتم بالفولكلور، وتُقصر تركيزها على المسرح. ويتابع العبد القادر أن القطاع الخاص مجحف كثيراً، ولا يهتم بهذا المجال، لأنه لا يفكر إلا في المردود المادي. الجنادرية أما أحمد الجوش، المهتم بالتراث، فيؤكد على أهمية الحاجة إلى الدعم من قِبل المؤسسات الرسمية، ومؤسسات القطاع الخاص، ويقول إن دعم خادم الحرمين الشريفين للتراث والفولكلور كبير جداً، ومهرجان الجنادرية يقدم جميع ألوان التراث دون استثناء، وهو فرصة لتعريف جميع الناس بتراث مناطقهم والمناطق الأخرى، حيث تتاح الفرصة للمشاركة من جميع مناطق المملكة. واقترح الجوش أن تكون هناك مهرجانات أخرى لدعم التراث والفولكلور على مدار العام، وفي جميع مناطق المملكة.