ترددت نهى قبل أن تستجيب لطلب الإضافة على المسنجر لبريد إلكتروني مشابه لبريد أخيها المبتعث لأمريكا، لكنها تفحصت ثانية الأرقام التالية لاسمه قبل رمز@، لتؤكد لنفسها أنه أخوها، وقالت “أبعدت هواجس الشك عن دماغي”، وبدأت المحادثة الكتابية بيني وبين أخي، زادني يقينا بأنه أخي صورته وابنته في نافذة المسنجر، واستفسرت منه عن سبب إنشاء حساب لبريد إلكتروني جديد، فأجابها بأن الدراسة في الخارج تعتمد في تسجيلها للمقررات الدراسية بالإنترنت. وتذكر نهى أن رغم الاختلاف البسيط الذي لاحظته في لهجة أخيها، إلا أنها أرجعت ذلك لطبيعة العالم الافتراضي الذي يستخدم فيه الناس أساليب مختلفة، ومصطلحات جديدة بشكل دائم، كما أنه يسألها عن بناتها، ويجيب على أسئلتها عن أحواله وزوجته وابنته، فما الداعي للشك؟! تحرش جنسي وتحكي نهى باستنكار كيف تحول منحى حديثه “أخوها المزعوم” معها، فبدأ بالتحرش بها جنسيا بشكل صريح كتابيا، مؤكداً حاجته الملحة لإخبارها ما بنفسه، مضيفة ارتعدت في داخلي، أيعقل أن يكون هذا أخي؟ وأضافت أغلقت حاسبي المحمول، فلم أعد قادرة على التصور بأن هذه السنة التي ابتعد فيها؛ قادرة على إحلال أخلاقه إلى هذا المستوى. وتأكدت نهى في اليوم التالي بأن شخصا جمع معلومات عنها وعن أخيها عن طريق الفيس بوك، وأشارت للمحادثة التي دارت بينها وبين أخيها الحقيقي، الذي بدأت بسؤاله إن كان استحدث له بريدا إلكترونيا، فأجابها بالنفي، فقصت عليه ما حدث، وبدأ يلومها على عدم التأكد من هويته، وتقريعها كونها صدقت أنه قد يفعل شيئا مشينا كما وصفت له. انتحال شخصية وقطعت فاطمة على منتحل الشخصيات طريقه بسؤالها له بعد أن ادعى أنه أخوها؛ في أي ولاية أمريكية تم استخراج قبول الوزارة لك؟ فأجابها إجابة خاطئة، الأمر الذي ساعدها على اكتشاف هويته من دون الدخول في تفاصيل كثيرة، فسارعت لاستدعاء زوجها ليتعامل مع الوضع. وذكرت أن زوجها سأله عن الأسباب التي دعته، ليدعي أنه شخص آخر، مؤكدا له أنه مريض نفسيا وعليه مراجعة الطبيب. فذكر له “بطلنا” أنه يعمل على دراسة نفسية بهذا الأسلوب، وأشارت أنها نشرت في “الفيس بوك” أن شخصا ينشئ حسابات بريد إلكترونية مشابهة لإخوة الفتيات ليتمكن من الحديث معهن، وجاءتها الردود من أكثر من أربع فتيات بأنهن شخصيا تعرضن لهذا الموقف، وعرف في النهاية أن هذا الفتي يبلغ 16 عاما. أسماء مشاهير ورصدت “الشرق” في مواقع التواصل الاجتماعي حسابات متعددة لأسماء فنانين مشهورين، لا يستطيع الناس معرفة إن كان حسابا رسميا للفنان، أم لشخص آخر، فصاحب الحساب يلصق بحائطه كلمات من أغنياته بين فترة وأخرى ولا يتمكن الجماهير إلا من تسجيل الإعجاب والمشاركة من دون التحقق من فعلية رجوع هذا الحساب للفنان الفلاني، كما يتضح جليا من بعض الحسابات استحالة امتلاك هذا الفنان لهذا الحساب كأن يضع كلمة واحدة على حائطه “بحبك” أو “حبيبي”. ولفت الفنان المصري أحمد مكي لهذه الظاهرة المتزايدة، في أغنية “فيس بوكي” التي تحكي كلماتها عن تفاجئه بحساب فيسبوك خاص لم ينشئه بنفسه، وقلقه من عدم معرفة ما الذي يجري من خلف ظهره في هذا الحساب، فهو غير مسؤول عنه. تهم رخيصة وفتحت مواقع التواصل الاجتماعية الباب على مصراعيه للناس ليخلقوا لأنفسهم شخصيات خاصة، قد تكون مطابقة لحقيقتهم، وقد تكون شخصيات يرغبون بأن يكونوها. وأكد هاني العبندي الذي تعرض للشتم وإلصاق “تهم رخيصة” -حسب وصفه-، في بداية دخوله لعالم الفيس بوك، مرجعا الأسباب لعدم معرفته بكيفية استخدام الإعدادات الخاصة والوعي بأساليب حفظ الخصوصية، أن انتحال أسماء وشخصيات قد تكون من جهات استخبارية أجنبية، مضيفا “وقد يكونون مستغلين لوجود النساء في الشبكات الاجتماعية”، مشيرا للدراسات التي تعزز نظرية هروب بعض الأشخاص من واقعهم بسبب الفراغ العاطفي والفكري الذي يعانونه. أقنعة مجهولة وعلق فاضل المرهون أنه عرف شخصيا من تعرض لموقف يسيء للشرف، مضيفا أن الحياة في العالم الافتراضي هي نفس الحياة في الواقع، لكن المعلومة “الشبكية” تصل أسرع، ومن خلف أقنعة مجهولة الهوية. وذكر محمد علي أنه تفاجأ بعد قبول طلبات الصداقة من شخصيات رجالية، تبين أن أصحابها فتيات. علاقات جميلة واستفاد من هذه المواقع بعض الناس وحصلوا على العديد من علاقات الصداقة الجميلة والنظيفة، التي تضمن عدم الخروج عن النسق الاجتماعي، العرفي، والديني، متشاطرين ميولا وهوايات، أو وظيفة، أو ثقافة، أو حتى طائفة دينية أو سياسية. وأوضح علي سلام أنه استفاد من التعرف على شخصيات عربية من الجنسين عرفته على عدد من البلدان. وذكر العبندي أن هذه المواقع خلقت فرصا رائعة ومهمة ومؤثرة في حياته على المستوى الفكري والاجتماعي، من تعرف على كتاب وإعلاميين ومفكرين. عروض وظيفية واستطاع جمال الدوبحي شغل منصب رئيس مجلس إدارة تحرير مجلة مقرها في دبي، كما تمكن من التدرج ليكون عضو هيئة تحرير في مجلة ماليزية، فمدير تحرير لمكتب في كوالالمبور بماليزيا، إلى أن وصل لمنصب مدير تحرير مجلة ماليزية أخرى، وكل هذا حصل من خلال حسابه في الفيس بوك، بينما استطاع حسين موسى الحصول على فرص لمشاركات فنية في مناسبات ومهرجانات، ودعوات لمعارض. وصول للفتيات وأوضح الاختصاصي النفسي الإكلينيكي فيصل العجيان أن استعداد شخص ليتقفى معلومات خاصة عن إخوة وأخوات من خلال مواقع التواصل الاجتماعية ثم استغلالها بطريقة غير لائقة، لا تحتمل إلا الاستغلال للوصول إلى الغواية، والوقوع في الرذيلة، مبينا أنه لن يتمكن من الوصول للفتيات إلا من خلال تصورهن بأنه أحد محارمهن. جريمة قانونية وأكد العجيان أن انتحال الشخصيات جريمة يعاقب عليها القانون، وأن انتحال شخصيات مشهورة كالممثلين والمغنين وارد جدا ومنتشر، باعتبارهم يملكون قاعدة شعبية متينة، حيث يتمنى المنتحل أن يملك مثل هذا الصيت، مبينا أن الانتحال لا يتوقف عند المشهورين، بل قد يتعداه ليصل لرجال الدين، ليحصل المنتحل على تبرعات مادية، يستفيد منها شخصيا بعيدا عن الدين. وأشار أن معايير الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعية تعتمد على الصحة النفسية والاجتماعية والوعي العام. آثار اجتماعية أرجع الاختصاصي الاجتماعي جعفر العيد ظاهرة انتحال الشخصيات لوجود هدف معين مع الرغبة بإخفاء هذا الهدف، قد يكون “تصيدا” للوصول لشخصيات أخرى، أو محاولة إساءة للشخصية المنتحلة. وأضاف هناك نوع من عدم النضج في مجتمعنا لنتحدث بأسمائنا، ونخاف من المأزق الذي قد نضع أنفسنا فيه بإبداء آرائنا الصريحة ضمن مسيرتنا في التحضر. وذكر أنه لاحظ انتشار الأسماء المستعارة والتخفي وراء شخصيات مجهولة خصوصا عند النساء، رغم إمكانية إبداء الآراء والأفكار بهدوء وتعقل، مرجعا الأسباب لتفاوت النمو والفهم للتعامل مع المرأة. وأكد أن منتحل الشخصيات المشهورة يجد متعة في أن يكون شخصا غير نفسه، مضيفا “وقد تكون نكاية به”. وأشار لكون بعض المنظمات التي تملك أهدافا ومغزى، كالمجموعات الدينية المتطرفة، وبعض عصابات مروجي المخدرات والسلاح. وأوضح العيد أن من أهم النتائج الاجتماعية المترتبة على هذه الجريمة، فقدان الثقة بين شرائح المجتمع، مبينا أن الحل هو الحذر الشديد في إضافة وقبول الصداقات الإلكترونية، والتأكد من قوائمهم ومعلوماتهم، للتمكن من الوثوق بإنعدام الضرر منهم. رؤية دينية وتحرم الشريعة الدينية انتحال الشخصيات والانتساب لغير الآباء كما ذكر الشيخ أحمد الظاهري، مستدلا بقوله(ص):” من ادعى لغير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام”، و “من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا”، وأكد الظاهري أن الوسيلة لا تبرر الغاية، فلا يصح أن يكتب المسلم اسما غير اسمه ويتقول على الناس بالباطل مهما كانت حجته. تزوير معلومات وتحدث المحامي والمستشار القانوني عبدالعزيز الزامل عن مخالفة انتحال الشخصيات في مواقع التواصل الاجتماعية، مؤكداً أنها جريمة في حق صاحب الشأن الخاص، وقال “هي جريمة تزوير إلكتروني، وتزوير معلومات، وانتحال صفة شخص من أجل الإضرار به. وفي القضية شقين، إعلامي وقضائي، وفي الإعلامي “نرجع للجان في وزارة الثقافة والإعلام، بموجب نص الفقرة الأولى من المادة 38 لنظام المطبوعات والنشر”، وهناك هيئة مختصة بالنظر في مخالفات أحكام نظام المطبوعات والنشر ولوائحه التنفيذية، كما أن هناك لجنة خاصة بالنشر الإلكتروني. وأضاف تتطلب الدعوى تقديم لائحة “الروابط” الإلكترونية، محل المخالفة، كما أن من حق المدعي المطالبة بتغريم المدعى عليه بمبلغ 500 ألف ريال، بموجب نص المادة السابقة، وكذلك طلب حجب معرف المدعى عليه، محل المخالفة، وطلب تقديم اعتذار خطي وفق ما تراه اللجنة، كما يحق له المطالبة بإيقافه عن الكتابة في الصحف والمطبوعات، ومنعه من المشاركة الإعلامية بشكل عام”. وأوضح الزامل ما يتعلق بالشق الحقوقي وقال “له أن يتقدم للجهة المختصة لمقاضاة المدعى عليه جنائيا، وهي هيئة التحقيق والادعاء العام، لارتكابه مخالفات إساءة في سمعته”. حساب نوال الكويتية