الأحساء – مصطفى الشريدة جمعت “الطرف” بين تاريخ عريق وواقع متطور، وبقيت آثارها شاهدة على عصور مضت، حفلت بأحداث، وتكللت بقصص وحكايات، لم ينسها أهلها. وفي جنباتها بقيت صناعاتها التي تعتز بها، لم تندثر، لتحفظ لها تراثها، الذي لم يطغ عليه الواقع. وبقيت طيبة أهلها، وشهامتهم، محفورة على جدران الذكريات، تحكيها أجيال متعاقبة. تقع بلدة “الطرف” جنوب واحة الأحساء، شرق مدينة الهفوف، وتبعد عنها مسافة 16 كلم. تحدها من الغرب بلدة الفضول، ومن الشرق صحراء تتصل بسبخة العقير، وشمالاً بلدة الجفر، ومن الجنوب صحراء. وتتسم أرضها بأنها سهلة، رملية وطينية، ويكثر في شرقها الجص الذي يستخدم في البناء، ويعرف بمقطع الجص، ويوجد على عمق يتراوح بين متر إلى مترين، ويلي هذه الطبقة أرض سبخة إلى الشرق من مقطع الجص. تاريخ عريق وسميت ب “الطرف” ، لوقوعها في الطرف الجنوبي لواحة الأحساء. ولها تاريخ عريق، تجسده قرية السهلة وآثار بوحريف في غربها، والمساجد التي في مزارعها. وتحدها من الغرب ومن الشرق آثار الدور ومن الشمال المزارع ومن الجنوب قصر المجصة وواحة ابن حبيل والآثار. ويعود تاريخ “الطرف” إلى أكثر من 400 سنة وساعد وجودها عند “الطرف” الجنوبي لواحة الأحساء على لفت أنظار المارة إليها، فكانت ملاذاً للكثيرين إبان المحن قديماً، واشتهر أهلها بنخوتهم وبخاصة في أوقات الشدائد. قلعة المجصة وتضم بلدة “الطرف” كثيراً من المواقع الأثرية شهدت أحداثاً ومناسبات في فترات تاريخية مختلفة، منها ما اندثر، ومنها ما بقي للعيان، أبرزها قصر المجصة الذي يقع جنوب “الطرف” ، وهو عبارة عن قلعة يحيط بها سور ذو أبراج للمراقبة. وقد شهد هذا القصر قدوم الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، إلى الأحساء قبل وبعد فتح الأحساء، وقد أقام فيه ثلاث مرات في عامي 1330ه و 1331ه. كما تشتهر “الطرف” بجبل الأربع الذي يقع جنوبها، ويتألف من أربعة تلال ، اثنتين متصلتين، واثنتين منفصلتين، وهو موقع يرتاده محبو الرحلات الصحراوية. وتوالى على حكم “الطرف” أمراء من آل حبيل وكانوا يقطنون في عنيزة وهم من بني عقيل بن عامر. واشتهروا بالسمعة الطيبة لدى البدو والحضر. وفي يوم من الأيام حدث بينهم وبين قومهم خلاف فظعنوا إلى وادي الدواسر في العارض فصاهروهم فانتموا إلى الوداعين، واستقروا في عدة مواضع، منها الذليقية وتنطق الدليجية جنوب جبل الأربع، وسويد شرق الذليقية، ومهرام الجبيل شرق “الطرف” المكان المعروف بالدور. الحياة في “الطرف” وتشتهر بلدة “الطرف” بمرافقها الاجتماعية التي تقدم الخدمات لأهالي البلدة وعلى رأسها جمعية “الطرف” الخيرية، وهي جمعية أخذت على عاتقها منذ تأسيسها تقديم الخدمات لأهالي البلدة وما جاورها من القرى، ومد يد العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين، سواء كانت مساعدات مادية أو عينية، وسجلت عام 1396ه رسمياً بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية. وتتبع الجمعية روضة للأطفال، وأُلحق بها مستوصف يقدم خدمات صحية متطورة، ويعود ريعه لمساندة مشروعات الجمعية و مساعداتها. ويوجد ب”الطرف” مركز للرعاية الصحية الأولية افتتح عام 1399ه. كما يوجد بها مكتب للخدمات البريدية، خصص له مبنى جديد سيفتتح قريباً. ومن المواقع الترفيهية في بلدة “الطرف” الحديقة النموذجية وهي حديقة حيوان خاصة. أقامها محمد بن علي الديواني، الذي حوّل هوايته في تربية الطيور والحيوانات إلى موقع سياحي وترفيهي، أقامه على أرض زراعية، وجلب إليه الكثير من الحيوانات والطيور والزواحف المختلفة، ويرتاده أهالي محافظة الأحساء من مختلف مدنها وقراها، وكذلك بعض مواطني دول الخليج ، خصوصا في الأعياد و المناسبات، وأيام الإجازات. 12 مدرسة وبدأ التعليم في بلدة “الطرف” بداية شعبية عن طريق (المطوّع) الذي كان يعلم الصبيان القرآن الكريم وبعض علوم الدين ومبادئ القراءة والكتابة والحساب، وقد اشتهر بهذه المهن الكثير من رجال ونساء البلدة. ثم حظي التعليم في البلدة كغيرها من مدن وقرى المملكة باهتمام المسؤولين فافتتحت بها أول مدرسة ابتدائية للبنين سنة 1369ه ، وتوالى افتتاح المدارس باختلاف مراحلها. ويوجد ب”الطرف” سبع مدارس. أما تعليم البنات فكانت بدايته عام 1389ه عندما افتتحت مدرسة “الطرف” الأولى الابتدائية، ويوجد بالبلدة حاليا خمس مدارس للبنات منها ثلاث مدارس ابتدائية، ومتوسطة واحدة، ومثلها في المرحلة الثانوية، وتم قبل سنة افتتاح مجمع مدارس للبنات لهذه المدارس تنوع اقتصادي ويمتاز النشاط الاقتصادي في “الطرف” بالتنوع حيث يجمع بين الزراعة والرعي والتجارة والصناعة. فعلى صعيد الزراعة، تشتهر “الطرف” بزراعة النخيل وتكثر حولها المزارع، وهي متعددة الأنواع أشهرها الخلاص، الرزيز، الشيشي. ويزرع بها بعض أنواع الخضروات. وكان هذا النخل يسقى قديما من العيون القريبة من البلدة خاصة عين برابر، حتى إنشاء مشروع الري والصرف الذي أصبح المصدر الرئيس للري في المنطقة، وتعتبر التمور والمحاصيل الزراعية مصدراً اقتصاديا رئيساً لكثير من أهالي البلدة صناعات لم تندثر وتشتهر “الطرف” بصناعات شعبية قديمة منها منتجات الخوص والسلال التي تستخدم في الحياة اليومية لحفظ المحاصيل الزراعية والتمور مثل الأقفاص، المراحل، المحاصن، الزبلان. وصناعة الأواني الفخارية ويشتهر بها حي البراريم حيث يجلب الطين من منطقة تقع شمال شرق البلدة تسمى (المطينة) ومن أشهر المنتجات الفخارية المباخر، المصاخن وتستخدم لتبريد المياه صيفا. إضافة إلى صناعة العبي (البشوت) واشتهرت بها عائلة المزيدي في البلدة. بطولات رياضية وتأسس نادي “الطرف” الرياضي عام 1392 ه، واعترف به رسميا من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب في عام 1400ه، ليمارس نشاطه كأحد أندية المنطقة الرسمية. ويحتضن النادي شباب البلدة من خلال الألعاب المختلفة المسجلة فيه، ويسعى النادي دائما إلى تطويرها والنهوض بها، وقد برز في النادي أكثر من لاعب وكانوا ركائز أساسية في منتخبات المملكة في ألعابه المختلفة ككرة الطائرة وألعاب القوى وتنس الطاولة ورفع الأثقال، وكرة القدم.