استكمالاً لحديثي عن فن الاستماع، سأتحدث في هذا الجزء عن الأسلوب العملي الذي علينا اتباعه أثناء الاستماع للآخرين، ولنتذكر أننا إذا أردنا فهم الآخرين فعلينا أولاً أن نستمع لهم، ثم سيفهموننا هم إن تحدثنا إليهم بوعي حول ما يدور في أنفسهم. 1 استمع. استمع. استمع! نعم، عليك أن تستمع، وبإخلاص، لمن يحدثك، تستمع له حتى تفهمه، لا أن تخدعه، أو تلقط منه عثرات وزلات من بين ثنايا كلماته، استمع وأنت ترغب في فهمه. 2 لا تجهز الرد في نفسك وأنت تستمع له، ولا تستعجل ردك على من يحدثك، وتستطيع حتى تأجيل الرد لمدة معينة حتى تجمع أفكارك وتصيغها بشكل جيد، ومن الخطأ الاستعجال في الرد، لأنه يؤدي بدوره لسوء الفهم. 3 اتجه بجسمك كله لمن يتحدث لك، فإن لم يكن، فبوجهك على الأقل، لأن المتحدث يتضايق ويحس بأنك تهمله إن لم تنظر له، أو تتجه له. 4 بين للمتحدث أنك تستمع، ولا تتظاهر بالاستماع، بين له أنك تستمع لحديثه بأن تقول: نعم.. صحيح، أو تهمهم، أو تومئ برأسك، المهم بيِّن له بالحركات والكلمات أنك تستمع له. 5 لا تقاطع أبداً، ولو طال الحديث لساعات! فمقاطعتك دليل رفضك لحديث المتكلم (من وجهة نظره)، لذلك لا تقاطع أبداً، واستمع حتى النهاية. 6 بعد أن ينتهي المتكلم من حديثه لخص كلامه بقولك: أنت تقصد كذا وكذا…. صحيح؟ فإن أجاب بنعم، فتحدث أنت، وإن أجاب بلا فاسأله أن يوضح أكثر، وهذا خير من أن تستعجل الرد، فيحدث سوء تفاهم. 7 لا تفسر كلام المتحدث من وجهة نظرك أنت، بل حاول أن تتقمص شخصيته، وأن تنظر إلى الأمور من منظوره هو لا أنت. 8 حاول أن تتوافق مع حالة المتحدث النفسية، فإن كان غاضباً فلا تطلب منه أن يهدئ من روعه، بل كن جاداً، واستمع له بكل هدوء، وإن وجدت إنسانا حزيناً فاسأله ما يحزنه، ثم استمع له، لأنه يريد الحديث لمن سيستمع له. وفي الختام، أقول إن كلمة السر في فن الاستماع «اهتم بقلب المتحدث، لا بنص الحديث.. وسوف تستوعب أكثر».