بدأت، أمس، أعمال توزيع أولى شاحنات القافلة السعودية، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لمساعدة الأشقاء السوريين في الأردن. ووصلت 43 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والعينية إلى مدينة المفرق الأردنية، أمس. ووزعت حمولة عشر شاحنات. وأوضح السفير السعودي لدى الأردن فهد الزيد ل» الشرق» أن المساعدات سيستفيد منها نحو أربعين ألف لاجيء سوري، مبينا أن المساعدات ستوزع على ساكني المخيمات ومن ثم على من هم خارجها، مضيفا أن حملات أخرى ستتبع الحملة. واستقبل القافلة الزيد وممثلو الهيئة الهاشمية الخيرية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، في موقع مستودعات الهيئة الهاشمية في مدينة المفرق. وأوضح الزيد أن مكان اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري غير مناسب، إذ يعاني السوريون من حرارة الشمس والغبار والرياح، موضحا أن هناك خطة مقبلة لتأمين كرافانات بديلة عن الخيم، لتحسين وضع اللاجئين من ناحية السكن. وثمن ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين آندرو هاربر للمملكة إرسال المساعدات، وقال ل«الشرق»: لا يوجد لدينا أموال كافية لتقديم مساعدات إضافية للاجئين، ونحن الآن نعمل جاهدين لنقلهم من مكانهم إلى مكان أفضل. يذكر أن رصيد الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء السوريين بلغ أمس 524 مليون ريال. حكايات لائجين سوريين تجولت «الشرق» بين خيم اللاجئين السوريين في مخيم «الزعتري» في محافظة المفرق، والذي يعتبر أهم وأكبر المخيمات، ويسكنه نحو 800 عائلة سورية. العم أبو جندل: لا أعلم مصير أولادي كشف أبو جندل (90 عاما) عن طريق هربه من سورية، وقال لم أتمكن من الإسراع كبقية الهاربين عبر الحدود بشكل غير نظامي، بسبب كبر سني. وأشار إلى تدمير منزله في حمص وتشرد أبنائه الأربعة، موضحا لا أعرف مصيرهم. وأوضح أنه وصل المخيم قبل أربعة أيام، مشيرا إلى كسر في ذراعه بسبب سقوطه، مبينا أنه كان يسير ليلا، وضل طريقه ليجد نفسه أمام الأمن الأردني، الذين أوصلوه إلى المخيم. أم طلال: قُتل ابن أخي أمامي لا تقتصر معاناة أم طلال (36 عاما) على خسارتها منزلها في البياضة، بل تمتد إلى فقدها ابن أخيها، وقالت، وهي تحمل بين يديها طفلها ذي السنوات الثلاث، قتل ابن أخي أمام عيني على يد أحد القناصة، ثم نظرت لابنها وأجهشت بالبكاء لتردد «ما ذنب هذا الطفل ليتشرد ويأتي إلى هذا المكان الذي ينقصه الكثير كي يتلاءم مع اللاجئين السوريين. أبو شادي: تعرض ابني لطلقات وأدت لبتر رجله وفجع أبو شادي (40 عاما)، من درعا، بما حل بابنه شادي (عشرة أعوام)، وقال تم بتر رجله اليمنى، بسبب طلقة نارية، عند هروبه من القصف، وأضاف نحن هُجّرنا ودُمّرت بيوتنا، وها نحن تحت رحمة أشقائنا العرب ومنظمات الإغاثات العالمية، فنرجو الله أن نعود لبلادنا سالمين. السفير السعودي في الأردن فهد الزيد متحدثا مع لاجئين سوريين