لا اعتراض على قضاء الله وقدره، ولكن الأخذ بالأسباب واجب، ومن هذا المنطلق فلو توفر للطفلة ألين الرويلي قلب رحيم منذ قرار الأطباء بضرورة تحويلها للمستشفى المتخصص لربما هيأ الله بإرادته سبباً لبقائها على قيد الحياة. ولكن مرت ألين طفلة الشمال البريئة بما مرت به من قبلها «جوزاء» من معاناة مع مركزية «الصحة»، وعانت قسوة قلوب القائمين على المستشفيات، وتمييزهم بين البشر هذا يستحق أن تفتح له الأبواب، وذاك لا يهم أمره أحداً، ودفعت حياتها ثمناً قاسياً لموت المشاعر، وترهل الجهة المعنية بصحتها، وثقة أسرتها في إنسانية وشفقة موظفي المستشفيات المتخصصة. رحم الله ألين، وألهم قلب والديها الصبر والسلوان، ولكن لنسأل: أين هو المتسبب في تأخير نقلها؟ لا نريده لكي نحيله لمحاكمة تنتهي بخصم يوم، وتمزيق قرار الخصم عند وصوله لشؤون الموظفين؛ إنما نريد أن نوجه له أسئلة بريئة كبراءة وجه ألين، ونقول: ما هو القرار الذي ستتخذه لو كانت ألين ابنتك؟ هل ستجعل معاملتها تمر كسائر معاملة الآخرين؟ هل ستغلق الأدراج على الطلب العاجل لتوفير سرير لها وتذهب لتقضي ساعات بين أطفالك وتتركها تنتظر قلبك القاسي يلين؟ كم من متعاف يشكي التخمة بعد الإفطار توسد «المخدة» التي كانت تحلم بها ألين؟ وكم مكالمة لمتنفذ يريد فحصاً اعتيادياً حجزت موعداً قبل ألين؟ عندما نعرف إجابتك على هذه الأسئلة نستطيع أن نستشرف مستقبل صويحبات ألين!