ورد في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه إذا دخل شهر رمضان صفدت الشياطين. والتصفيد هو وضع الشخص في القيد وتوثيقه بالأغلال، فالصفد هو القيد. وفي حديث آخر سلسلت الشياطين، وورد في لفظ: صفدت الشياطين ومردة الجن. والتصفيد أخذ بظاهره نخبة من العلماء ورأوا أنه تصفيد حقيقي، وبعضهم جعله خاصا بمردة الجن والشياطين. وذهب آخرون إلى أن التص فيد هو ظاهرة معنوية في شهر رمضان، حيث تضعف الشياطين عن إغواء الناس فيكون إغواؤها أقل مما هو عليه في غيره. واستدلوا بأن الذنوب لاتزال موجودة وأهل الكبائر والمخالفات مستمرون في فعلهم في شهر رمضان ولكن بنسبة أقل. ولو أن الشياطين تصفد حقيقة لما كان هناك عصاة. ورد الفريق الأول بأن المعاصي التي تصدر من المسلمين في رمضان هي من الأنفس الأمارة بالسوء، وأن في الإنس شياطين لا تصفد يغوون الناس ويفعلون فعل شياطين الجن. ولذلك ورد في القرآن «الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ».