كشفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن نحو 400 سوري، قصدوا المغرب خلال الأيام الأخيرة، هرباً من حمامات الدم في سوريا. وتوقعت مصادر من الخارجية المغربية، استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى المغرب، في ظل توافر معطيات تؤكد أن عدداً كبيراً منهم وصل إلى تونس والجزائر، في انتظار التحول إلى المغرب، بسبب استقرار البلاد، وموقف المساندة الذي تتبناه الرباط، من القضية السورية. وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إن المغرب يظل الوجهة المفضلة لدى اللاجئين السوريين، وذلك بفضل الاستقرار الذي يعرفه المغرب، وعدم تأثره بثورات الربيع العربي، مقارنة مع منطقة الشرق الأوسط وبعض بلدان شمال إفريقيا في إشارة إلى ثورتي الياسمين في تونس، والثورة الليبية اللتين أطاحتا بالرئيسين زين العابدين بن علي والعقيد معمر القذافي. وتتوقع مصادر «الشرق» أن تشهد الأسابيع المقبلة، تدفقا كبيرا للاجئين السوريين، الذين يرون في المغرب بوابة للتحول إلى أوروبا، كونه يعد أقرب معبر نحو دول الشمال. وتستفيد الجالية السورية المقيمة بالمغرب، من بطاقة إقامة تجدد سنويا، علما بأن هناك سوريين مقيمين بالمغرب لأزيد من أربعين سنة. ونددت الجالية السورية المقيمة بالمغرب، بما يجري في سوريا، وذلك من خلال وقفة احتجاجية نظمتها بساحة البريد، وسط العاصمة الرباط. ورفع المشاركون شعارات ولافتات تدعو إلى رحيل بشار الأسد، وإسقاط نظامه، وحل حزب البعث. وطالبوا في بيان لهم ب «التدخل الدولي والعاجل لوقف المجازر الوحشية في سوريا»، وعبر المحتجون عن إرادتهم في أن يقوم المغرب باتخاذ «موقف ضاغط في مجلس الأمن، يعكس ما نراه يوميا من التعاطف الرسمي والشعبي مع ما يحدث في سوريا»، مشيرين إلى «أن للمغرب اليوم دورا محوريا في حل المشكلة في سوريا من خلال دوره المزدوج في مجلس الأمن وجامعة الدول العربية. يذكر أن المغرب سيحتضن عما قريب اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا، وقال رئيس الدبلوماسية المغربي سعد الدين العثماني، «إن قرار استضافة المؤتمر المقبل يندرج ضمن منطق التزام المغرب باستقرار ووحدة سوريا ووقف العنف ضد الشعب السوري».