الرباط، تونس- ا ف ب - اعرب المغرب الاربعاء عن "قلقه الشديد حيال تزايد اعمال العنف" في سوريا، داعيا "مجموع الاطراف المعنية الى التحلي بالحكمة وضبط النفس". وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان ان "المملكة المغربية، التي يتميز موقفها المعهود بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى، تعرب اليوم عن قلقها الشديد وانشغالها العميق حيال الاحداث الاليمة التي تهز سوريا". واضافت الوزارة ان هذه الاحداث "مطبوعة بتصاعد التوتر وتزايد اعمال العنف، التي تخلف العديد من الضحايا، خاصة في وسط السكان المدنيين". وتابع البيان ان المغرب "يدعو مجموع الاطراف المعنية الى التحلي بالحكمة وضبط النفس والانخراط في حوار معمق وشامل لصالح وحدة واستقرار وامن هذا البلد الشقيق". واكدت الوزارة ايضا ان المملكة المغربية، "تعرب عن املها الصادق في ان يتمكن الشعب السوري الشقيق من ايجاد السبيل الملموس وذي المصداقية الذي يستجيب لتطلعاته المشروعة في الديموقراطية وطموحاته الطبيعية للتقدم، بعيدا عن اي لجوء مفرط للعنف او القمع". من جهة ثانية، تظاهر العشرات امام السفارة السورية في تونس الاربعاء مطالبين "نظام الرئيس السوري بشار الاسد بوقف المجازر التي يرتكبها" وبطرد السفير السوري من تونس، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وقالت آسيا بلحسن عضو "الجمعية التونسية للنساء الديموقراطيات" التي نظمت التظاهرة لفرانس برس "نريد ان نظهر للشعب السوري انه لم يعد هناك صمت واننا نتحرك ضد المذبحة التي يرتكبها النظام". واضافت "نحن نعد لمسيرة ضخمة بمشاركة جمعيات واحزاب سياسية وفاعليات اخرى في المجتمع المدني"، من دون ان تحدد موعدها. وفي 5 آب/اغسطس الجاري تاسست في تونس جمعية تضامن مع الشعب السوري بمبادرة من عدة احزاب ومنظمات غير حكومية وشخصيات مستقلة، وفق ما اعلن منسقها القاضي السابق مختار اليحياوي. وصرح اليحياوي لدى اعلانه تشكيل الجمعية التي اطلق عليها اسم "التنسيقية التونسية لدعم الشعب السوري" "اننا نعلن دعمنا كفاح الشعب السوري من اجل حريته". من جهته طالب عضو "الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة" الصحافي سفيان الشورابي في رسالة الى الحكومة الانتقالية التونسية الاربعاء ب"استدعاء السفير التونسي في دمشق وطرد السفير السوري في تونس". وقال الشورابي في رسالته انه "اذا كان المجتمع المدني التونسي والحركات السياسية اخذت مواقف شجاعة دعما للشعب السوري في نضاله من اجل الديموقراطية فان صمت وزارة الخارجية امام المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري لا يمكن الا ان يثير علامات الاستفهام والاستهجان". وتستضيف تونس في 12 ايلول/سبتمبر مؤتمرا للمعارضة السورية سيعقد فيها لاول مرة، كما اعلن المعارض السوري محي الدين اللاذقاني الامين العام للحركة الديموقراطية السورية. واكد اللاذقاني المقيم في لندن الخميس ان "المؤتمر يهدف الى كسر الصمت العربي (...) وتوحيد المعارضة السورية في داخل وخارج سوريا وتحديد خطة عمل لمرحلة ما بعد بشار الاسد". واضاف الكاتب ورئيس تحرير مجلة "الهدهد" ان نظام الرئيس بشار الاسد "يتهاوى" و"لن يصمد الى ما بعد شهر رمضان". ومنذ بداية حركة الاحتجاج في سوريا في 15 اذار/مارس قتل حوالى الفي شخص واعتقل اكثر من 12 الفا بحسب منظمات حقوقية، بينما تتهم السلطات السورية عصابات مسلحة بتاجيج الاضطرابات والوقوف وراء اعمال العنف. وبعد طول صمت بدأت الدول العربية بالتعبير عن مواقفها من القمع الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الاسد ضد المتظاهرين المناهضين له، والذي اسفر منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية منتصف آذار/مارس عن مقتل حوالى الفي شخص غالبيتهم من المدنيين، بحسب منظمات حقوقية. وبعد قطر التي استدعت سفيرها من دمشق في تموز/يوليو، اعلن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الاحد استدعاء سفير المملكة في سوريا للتشاور، لتحذو حذوه في اليوم التالي الكويت والبحرين، في حين دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي دمشق الى "الوقف الفوري" للعنف، بينما قال شيخ الازهر احمد الطيب ان ما يجري في سوريا "جاوز الحد"، مطالبا ب"وضع حد لهذه المأساة".