اشتهرت مساجد معروفة في مكةالمكرمة خلال السنوات العشر الماضية باستقطابها المصلين خلال صلاتي التراويح والتهجد في شهر رمضان المبارك، ووصلت شهرتها إلى الخليج، وباتت تلك المساجد مقصداً مهماً لكثير من الزوار والمعتمرين من داخل مكة وخارجها نظراً لما تضمه من أئمة ومقرئين مشهورين تميزوا بالصوت الجميل والأداء الحسن. واستحوذ حي العزيزية المشهور على غالب تلك المساجد، بدءاً من مسجد القطري الذي يؤم المصلين فيها الشيخ محمد المحيسني، ومسجد الأميرة شهدة الذي يؤمهم فيه القارئ الشهير عبدالودود حنيف، إضافةً إلى مساجد الشيخ عبدالعزيز بن باز، ، وجامع النور في حي النزهة»غرب مكةالمكرمة». «الشرق» التقت بعض المصلين، وسألتهم عن سبب قصدهم لهذه المساجد دون الحرم؛ محمد الحربي أحد المصلين في مسجد الأميرة شهدة أكد ل « الشرق» أنه يصلي بانتظام في جامع الأميرة شهدة الذي يؤدي الصلاة فيها الشيخ عبدالودود مقبول حنيف، وقال» أقصد هذا المسجد بسبب إعجابي الكبير بصوت وقراءة الشيخ عبدالودود الذي يؤم المصلين منذ 15 سنة» كما أنه من طلاب الشيخ عبدالودود إذ حفظ القرآن في التحفيظ الذي كان يشرف عليه الشيخ. وذكر منصور محمد أنه يصلي خلف الشيخ عبدالودود لسببين الأول جمال صوته، وإتقانه للقراءة، والثاني سهولة الوصول إلى مسجده، وتوفر المواقف، وهو الأمر الذي ينعدم تماما في الحرم. وأوضح مصل آخر يدعى عبدالله حامد أنه يصلي بانتظام في المسجد القطري الذي يؤم مصليه الشيخ المحيسني، وقال « أصلي في هذا المسجد بسبب قربه من منزلي، فأنا أسكن في العزيزية، ومن المعجبين بأسلوب الشيخ المحيسني في القراءة، وتأثيره العميق في نفوس المصلين». ويرى عبدالله برناوي الذي يصلي التراويح بانتظام في جامع النور الذي يؤم مصليه الشيخ موسى بلال إنه يصلي لدى الأخير بسبب تبحره في القراءات، وبسبب الزحام الشديد في الحرم، لافتا إلى أن صعوبة الوصول للحرم من حيث يسكن هو ما دفعه إلى أن يقصد مسجد الشيخ موسى بلال. من جهته، أوضح أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى الدكتور عدنان الحارثي ل»الشرق» أنه تاريخيا لم تكن هناك مساجد تنافس الحرم في استقطاب المصلين لصلاة التراويح، وكان الحرم ينفرد بهذا الجانب، بدليل أن كتب الرحلات، والسير الذاتية لبعض الرحالة الذين كتبوا عن زيارتهم لمكة لم تتطرق أبدا إلى وجود مساجد من هذا القبيل. ويضيف الحارثي أن الناس قديما كانوا يقصدون الحرم لصلاة التراويح، وكانوا بسبب انعدام مكبرات الصوت يصلون في مجموعات متفرقة، وكانت تتم الاستعانة ببعض الشباب الحفظة لإمامة هذه المجموعات. ويلفت الحارثي إلى أنه في الفترة الأخيرة، وبسبب النمو الطبيعي لسكان مكة، والتزايد الكبير في أعداد المعتمرين الذي لم تستطع التوسعات أن تحتويه، صار معظم سكان مكة يقصدون بعض المساجد المعروفة لصلاة التراويح. وأشار الحارثي إلى أنه من بين المساجد التي يقصدها أهل مكة، وبعض السعوديين من خارج مكة مسجد الشيخ عبدالرحمن فقيه الذي عرف بأئمته المتقنين، والجامع القطري الذي يؤمه الشيخ المحيسني، ومسجد الأميرة شهدة الذي يؤمه الشيخ عبدالودود، ومسجد الملك عبدالعزيز، ومسجد والدة الأمير أحمد بن عبدالعزيز، ومسجد الأمير أحمد بن عبدالعزيز في الرصيفة، لافتا إلى أن هذه المساجد صارت لها الحصة الأكبر من أهل مكة الذين يصلون التراويح.