تنتشر في جنبات الحرم المكي الشريف خلال شهر رمضان حلقات علم ودروس يقدمها في أوقات مختلفة مشايخ بعضهم من هيئة كبار العلماء كالشيخين صالح اللحيدان، وعبد الله المطلق. ويوضح أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى الدكتور عدنان الحارثي ل«الشرق» أن أغلب الدروس التي تقدم في رمضان أقرب ما تكون إلى مجالس الوعظ، لافتا إلى أنه يندر أن تقدم في الحرم خلال شهر رمضان دروس متخصصة، فهذه تقدم طيلة أيام السنة، أما في رمضان فيجري التركيز على الرقائق والفتوى. ويشير الحارثي إلى أنه على مر التاريخ كانت هناك مجالس وعظ يتصدرها الفقهاء في الحرم خلال أيام رمضان، وبعضهم من خارج مكة، وذلك مثل الشيخ المحلاوي الذي كان يقدم من مصر لإلقاء الدروس في الحرم، كما يتحدث ابن جبير في تأريخه لمكة عن داعية قدم من أصفهان إلى الحرم، وكان يبكي الناس بوعظه. ويلفت الحارثي إلى أن الشيخ ابن عثيمين «رحمه الله» كان أشهر من قدم هذه الدروس في العقود الأخيرة حيث كان يلقي درسه دائما بعد صلاة التراويح، واستمر على هذا الأمر طيلة حياته. وفي هذا العام يكشف مدير إدارة التوجيه والإرشاد في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام الدكتور يوسف الوابل أن عدد مقدمي الدروس من المشايخ في الحرم يزيد على العشرين منهم الشيخ عبدالله المطلق، والشيخ صالح اللحيدان، والشيخ سعد بن ناصر الشثري، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي، والشيخ عبدالرحمن العجلان، والشيخ سليمان التويجري، إضافة إلى وجود بعض المشايخ الذين يلقون الدروس بالأوردو، والإندونيسية. وفيما يخص مواعيد هذه الدروس يوضح الوابل أن بعض هذه الدروس تقام بعد صلاة الفجر، وبعضها بعد صلاة العصر وبعضها الآخر بعد صلاة المغرب، وبعد صلاة التراويح، لافتا إلى أن الرئاسة عملت على توصيل سماعات الدروس إلى مصليات النساء وساحات المسجد الحرام لتمكين المصلين في الساحات من الاستفادة من دروس العلماء. من جانبه أوضح مدير إدارة المساجد والأوقاف في مكة مصعب الحجاجي ل»الشرق» أن الدروس في المساجد من اجتهاد الأئمة، وأنه لا توجد آلية معينة لدى الوزارة لتنظيم الدروس، بل تترك لاجتهاد الإمام، لافتا إلى أن الوزارة تؤكد على الأئمة ضرورة حصر هذه الدروس في فقه الصوم، وتوضيح الطاعات والنوافل. وأشار الحجاجي إلى وجود بعض الدروس التي تنظمها إدارة التوعية والإرشاد، لكن هذه الدروس ليست لها صفة نظامية.