تدخل في شهر رمضان المبارك بعضاً من المساجد في مدن وقرى السعودية، التي يصل أعدادها إلى أكثر من 70 ألف مسجد وجامع، لتجد أن خيالك جذبك «لا إرادياً» نحو أحد الأئمة المنضوين تحت محرابي مسجد مكة المكرمةأو المدينةالمنورة، إذ إن أحد الأئمة وجد في صوته شيئاً من «ترنيمة» الشيخ سعود الشريم، أو الشيخ عبدالرحمن السديس، أو «بحة» الشيخ صالح بن حميد، مستغلاً ذلك التشابه ليكون «نسخة» مطابقة لأحدهم. وتختلف مشارب الأئمة السعوديين، فمنهم الرجل السبعيني الذي لم يتخط أسوار حيه، وفيهم الذي درس الأحياء الدقيقة في إحدى الجامعات الأميركية، وكلٌ في فلك التلاوة يقرأ، إلا أن «التقليد» الذي بات يتبعه بعضهم لا يتقبله بعض المصلين، ويعتبرونه تقليداً «ليس في مكانه»، غير أن المتعارف عليه أن يقلّد الدارسون لتلاوة القرآن كبار القراء في العالم الإسلامي، ولا غضاضة في ذلك. ويؤكد عبدالله الدوسري وهو أحد الدارسين في حلقات تحفيظ القرآن «أن هناك مصلين يشحذون الخطى إلى تلك المساجد التي تشابه أصوات أئمتها أصوات من يؤمون المصلين في الحرمين، حتى لو تخطو عشرات المساجد بغية الوصول إلى ذلك الصوت «المدوزن على حناجر ذلك الإمام»، لكن الكل يجمع على أن صلاة التراويح تعد إحدى أشهر مظاهر شهر رمضان بين المسلمين، خصوصاً أن الطرقات في أوقات الليل تملأ فيها أصواتهم الأصلية والمقلدة. ويضيف «في العام الماضي كان إمام أحد المساجد في الخبر يقلّد صوت إمام وخطيب الحرم المكي الشيخ سعود الشريم، لكن هذا المسجد الذي يقبع في إحدى حواري المدينة كان يعج بالمصلين الذين يقصدونه من أماكن بعيدة»، حتى أن الكثيرين الذين لم يكونوا يعلمون كانوا يتساءلون «هل الشريم كان في زيارة لأحد ما في الخبر وقُدّم إلى إمامة المصلين؟». وأوضح أن الإمام كان شاباً في مقتبل العمر لم يتجاوز عمره 24 عاماً، وتقلد زمام الإمامة العام الماضي، دوزن حنجرته تماماً لتطابق «قفلة» الشريم المشهورة، حتى في تختيم سورة الفاتحة ب«آمين»، ستجدها عند الشاب كما هي عند الشريم، حينما تعلو في الحرفين الأولين مع مدهما، إلى أن ينخفض جرسهما في آخر حرفين.