تعقيباً على مقال الأستاذ الدكتور حمزة المزيني، أود أن أقول: متى يدرك شيوخنا الأفاضل أن الطرف الآخر مسلمون مثلهم، ويغارون على دينهم مثلهم؟ متى يدرك شيوخنا الأفاضل أن علم ما خلق الله متناسق مع علم ما شرَّع الله؟ متى يُنعم الله على بعضنا بعلم فيما خلق بمثل ما أنعم عليهم بعلم فيما شرَّع؟ عند هذا التوازن، يكون الفقه. المسألة يا سادتى المشائخ هي تحقيق الشهادة. هذا تاريخياً لم يحصل، وهذا هو الدليل. – في الفترة 1380-1429ه ، أي خمسين عاماً، ادعى أفراد رؤية الهلال وبالتالي أعلن بدء رمضان، بينما الهلال قد غرب قبل الشمس في 28 سنة، بنسبة 56%. أما شوال فقد أعلن بدؤه والهلال غرب قبل الشمس في 32 سنة، بنسبة 64%. وذو الحجة، 15 سنة، بنسبة 30%. وفي نفس الفترة، لم يتفق إعلان بدء رمضان وشوال وذي الحجة مع المعايير التي وافقت عليها 52 دولة إسلامية في مؤتمر تحديد أوائل الشهور العربية الذي انعقد في إسطنبول في 26-29 ذي الحجة 1389، ومثلته المملكة بوفدين رسميين في 44 سنة، بنسبة 88% لرمضان، 43 سنة، بنسبة 86% لشوال، و38 سنة، بنسبة 76% لذي الحجة.لو أن الله أنعم على الجهات المسؤولة علماً فيما خلق كما أنعم عليهم فيما شرع، لحققوا الشهادات ولما حصلت هذه الأخطاء الكبيرة. هذا ليس تسفيهاً بالدين ولا تقليلاً بالمشائخ الأفاضل، بل تحقيقاً لشهادات وُجد ما يدحضها. وتحقيق الشهادة يجب أن يحصل قبل إعلان بدء شوال 1433. ففي يوم الجمعة 29 رمضان يغرب الهلال الساعة 6:30 في مكة ثم تغرب الشمس الساعة 6:50. إذاً، الهلال غرب أولاً، وهذا يكفي. أضف إلى ذلك أن الاقتران لن يحصل حتى الساعة 6:56، أي أن الشهر لم يكتمل، وهذا سبب ثانٍ لعدم استساغة دعوة الناس لترائي الهلال لتلك الليلة. لو وُجد علم بما خلق الله عند من طلب الترائي لما فعل. إذا صمنا 29 يوماً، فهو خطأ. أما إذا صمنا ثلاثين يوماً، فالشهر اكتمل ولكن دخوله لا يتفق مع المعايير السابقة لرؤية الهلال. فالشمس ستغرب الساعة 6:49 والهلال سيغرب الساعة 7:12، وزاوية ارتفاع القمر أقل من خمس درجات، بينما زاوية انفصاله عن الشمس أكبر من 13 درجة في يوم السبت 30 رمضان. وكل هذه الأرقام لمكةالمكرمة؛ أما شرقها فهي أقل من ذلك. قد يحتج البعض بقوله: لا حاجة لنا في ذلك لأن الشهر اكتمل. وهذا صحيح، ولكن بدأ بأي معيار؟ هذه معلومات قد يستفيد منها الواهمون. يبقى أن نعرف هل شهيتهم لإعلان الشهر تغلب الحقائق الكونية؟ وهل يأخذ مشايخنا الأفاضل بما يمدهم علم الفلك به؟ أرجو ذلك. ضوئية لمقال الكاتب حمزة المزيني المنشور في الشرق بتاريخ 26 يوليو الجاري