في المقالة السابقة قارنت بين الاعلان الرسمي لدخول رمضان للفترة 1380 - 1425ه وبين المعايير التي تبناها مؤتمر تحديد اوائل الشهور القمرية الذي انعقد في اسطنبول تركيا في الفترة 26 - 29 ذي الحجة 1398ه (27 - 30 نوفمبر 1978م) وذلك عبر اظهار حيثيات علمية فلكية لليلة التي سبقت دخول الشهر وذلك لموقع مكةالمكرمة في هذه المقالة اقارن بين الاعلان الرسمي لدخول شوال للفترة 1380 - 1425ه وبين المعايير التي تبناها مؤتمر تحديد اوائل الشهور القمرية. نتائج الدراسة لشهر شوال الفترة لهذه الدراسة هي 46 شهر شوال كما اعلن: من 1 شوال 1380 ه (17 مارس 1961م) الى 1 شوال 1425ه (13 نوفمبر 2004م) ونتائجها كالتالي: ٭ لم يحصل قط ان اظهر الحساب العلمي الفلكي ان شوال كان من المفروض ان يدخل قبل اعلانه رسمياً خلال الفترة لقد كان اهل الرؤية دائماً سباقين. ٭ وافقت طريقة الرؤية التقليدية المتبعة الحساب العلمي الفلكي في اعلان دخول شوال في 8 من 46 مرة او بنسبة 17٪. ٭ عارضت طريقة الرؤية التقليدية المتبعة الحساب العلمي الفلكي في اعلان دخول شوال في 38 من 46 مرة او بنسبة 83٪. ٭ في ليلة اعلان دخول شوال كان الهلال بعد غروب الشمس تحت الافق في 31 من ال 38 مرة، او بنسبة 82٪ ال 7 مرات الباقية كان الهلال في ليلة اعلان دخول شوال فوق الافق مابين درجة واحدة الى 4 درجات لزاوية الارتفاع وهي اقل من القيمة المطلوبة وهي 5 درجات. ٭ في ليلة اعلان دخول شوال كان الهلال بعيداً تحت الافق (من حوالي 7 الى 14 درجة) في 13 من 38 مرة بحيث انه لابد من مضي يومين لدخول شوال وهذه اقصى مدة سجلت بينما كان هناك 25 من ال 38 مرة كان الهلال تحت الافق بحيث انه لابد من مضي يوم آخر لدخول شوال. ٭ كانت هناك 10 من 46 مرة او بنسبة 22٪ ولد الهلال في صباح نفس اليوم (اي ما بين الساعة 00:12 صباحاً و 59:11 صباحاً بالتوقيت الزوالي) الذي اعلن انه بداية شوال، و 6 مرات في مساء نفس اليوم. ٭ كانت هناك 5 من 46 مرة ولد الهلال فيها قبل يومين من اعلان بدء شوال (1386، 1388، 1421,1411 و1422ه). ٭ سجلت سنة 1411ه اعلى زاوية ارتفاع للقمر فوق الافق (حوالي 9 درجات) لكل الفترة وسجلت سنة 1389 ادنى زاوية ارتفاع تحت الافق (حوالي 14 درجة) لكل الفترة اما زاوية انفصال القمر عن الشمس فقد سجلت سنة 1389ه اكبر زاوية انفصال (حوالي 12 درجة) لكل الفترة بينما سجلت سنة 1399 اصغر زاوية انفصال (درجتان) لكل فترة. ٭ يعتبر اعلان بدء شوال في يوم 9/12/1969م اسوأ اعلان لكل فترة من حيث بعده عن التوافق العلمي الفلكي حيث وافق ادنى درجة كان الهلال فيها تحت الافق (حوالي 14 درجة) وبعبارة زمنية غرب الهلال قبل غروب الشمس ب 46 دقيقة في يوم الاثنين 29 رمضان 1389 حسب تقويم ام القرى (8/12/1969) حيث ولد الهلال الساعة 43:12 مساءً يوم الثلاثاء 9/ 12/1969 والناس صائمون والحقيقة انه حتى يوم الاربعاء (دع عنك الثلاثاء) ما كان ليكون بداية شوال فالخميس هو اليوم الاصح. الآن لدينا الدليل العلمي الذي يظهر بوضوح ان طريقة تطبيق الرؤية المتبعة ل 46 سنة فائتة كانت طريقة تتعارض تماماً مع المنهج العلمي لعلم الفلك الحديث وليس لها سند مادي ايما فرد او افراد يدعون انهم رأوا الهلال في الوقت الذي يكون فيه الهلال تحت الافق فهم شهود المستحيل وحينما تكون نسبة الخطأ في ادعاء الرؤية لهلال رمضان 63٪ ولهلال شوال 82٪ (وهذا فقط لكون الهلال تحت الافق). إن الطريقة المتبعة مهما كانت لايعتمد عليها ويجب اعادة النظر فيها وحتى استبدالها بما يتفق مع ما خلق الله. كما تظهر الحقائق الكونية ان الفقه الذي يبررها لايستند على فهم شمولي لشرع الله ولا على فهم حقيقي لما خلق الله. ان المسألة ليست اما الرؤية او الحساب: فالرؤية فهم لشرع الله والحساب فهم لخلق الله ولايتم الوصول الى معرفة مراد الله بفهم احدهما واقصاء الآخر ان تشريع الرؤية كان وسيلة وليس عبادة ولا حتى جزاءً من العبادة التالية وبالتالي فإن المفاضلة بين الرؤية والحساب العلمي ليست صحيحة كما ليس عليها اجماع شرعي ان الحق هو معرفة دخول وقت العبادة في وقتها الصحيح وطريقة تطبيق الرؤية وآلياتها في وضعها الحالي (وليس الرؤية في حد ذاتها) هي طريقة بدائية لأنها لم تراع الحقائق العلمية على الاطلاق ولأنها اعتراها كذب او وهم او هوى لاثبات صحة مذهب او لاعتمادها على «اهل رعي وابل» وفوق كل ذلك لانها لم تعط الوقت الصحيح للعبادة وهذا هو المعيار. ان سمعة الاسلام كدين حضاري اختاره الحكيم العليم لكل البشرية حتى يرث الله الارض ومن عليها في خطر ولحقها ضرر لا يمكن تبريره فاول ضحايا هذه الانتقالية والتفسير الظاهري والاحادي لنصوص شرعية هو الاسلام ذاته وتراثه ليس فقط بين غير المسلمين بل حتى بين اهله لننظر على سبيل المثال الى التوقيت الاسلامي الذي اندثر والى التقويم الاسلامي الذي يحتضر فيومنا يبدأ عند منتصف الليل ومعاملاتنا الدنيوية وعباداتنا الدينية تؤرخ بالتقويم الميلادي ان توافر وسائل التقنية الفلكية بين ايدينا ثم اعراضنا عنها على تخلفنا الفكري والعقلي.