قالت مصادر مطلعة على صلة وثيقة بقيادات الجيش الحر في حلب ل«الشرق» إن قوات الأسد وسعت نطاق عملياتها العسكرية والأمنية التي بدأت أول أمس الجمعة، مشيرة أن الحشود حول المدينة من الطرفين بدأت منذ أيام، إذ توجهت مجموعة من كتائب الجيش الحر من إدلب بعد تحريرها نحو شرق حلب، بينما عززت كتائب من المناطق الشرقية وجودها في غرب حلب، إضافة إلى سيطرة كتائب من حلب على الأحياء الجنوبية من المدينة، أما القوات النظامية فأرسلت تعزيزات كبيرة من اللاذقية وإدلب ودمشق، وذكرت المصادر أن خطة الجيش الحر تتضمن تعزيز الجهات الشرقيةوالغربية والجنوبية من المدينة، في حين سيتولى مقاتلو الجيش الحر في تركيا عملية الهجوم على القوات النظامية التي قد تهاجم المدينة من الشمال وذلك بالتسلل إلى الأراضي السورية عبر الحدود التركية. ميدانياً بدأت الاشتباكات أمس بين الجيش الحر وقوات الأسد بعد محاولة قوات الأسد التغلغل في المدينة، بالتزامن مع قصف مركز على بعض الأحياء، وقال شهود عيان إن قذائف سقطت على حي صلاح الدين أسفرت عن شهيدين وأكثر من عشرين جريحاً ثلاثة منهم بحالة خطرة، وما زال الحي يقصف من محاور أكاديمية الأسد العسكرية وكتيبة المدفعية غربي الزهراء وجسر الراموسة، في حين دارت معارك عنيفة على مداخل أحياء السكري وصلاح الدين والحميدية والصاخور وشوهدت دبابات في منطقة سيف الدولة، كما سجلت اشتباكات لمدة تزيد عن الأربع ساعات في حي الفرقان حول منزل قائد الشرطة. وأكد ناشطون ل«الشرق» إن حلب بدت مدينة مخيفة صباح أمس وتحولت إلى مدينة أشباح، أغلب طرقها مقطوعة، وعناصر مسلحة بلباس مدني منتشرة في ساحة سعد الله الجابري، ونسبة الحركة في الشوارع لاتتجاوز 10% من المعتاد، في حين امتلأت الحدائق بالنازحين، وازدحمت الأفران بالآلاف من المواطنين، بينما معظم محطات الوقود مغلقة، والكهرباء تقطع يومياً لمدة تزيد عن الست ساعات، وغابت شرطة المرور والأجهزة الشرطية عن معظم أحياء المدينة، إضافة إلى نقص حاد بالمواد الغذائية، مشيرين أن حركة نزوح واسعة النطاق تشهدها معظم الأحياء، منها السكري والزبدية والأنصاري الشرقي، لاسيما بعد أن بدأت الدبابات والمروحيات تقصف منازل المدنيين في الشعّار والصاخور وصلاح الدين، بالتزامن مع قصف مروحي على الفردوس والإذاعة وسيف الدولة، إضافة لحشد أكثر من ثمانين دبابة على أطراف حلب الجنوبية الغربية تمهيداً لاقتحامها، وإغلاق معظم المستشفيات وتحويل بعضها الآخر لثكنات عسكرية. إلى ذلك، وسع الجيش الحر نطاق سيطرته في مدينة حلب لتشمل العرقوب وسليمان الحلبي والشيخ خضر، كما استولى على مبنى شعبة الحزب محمد شحادة بالقرب من دوار الصاخور.