تجبرهم ظروف العمل على الإفطار بعيداً عن أسرهم وموائد العائلة، ولكنهم مع كل ذلك يشعرون بالسعادة كلما لبوا نداء الواجب وهبوا لإنقاذ الجرحى والمصابين. يقول رئيس الفرقة الرقيب أول صالح محمد عواجي لا أحد يتمنى الإفطار بعيداً عن أجواء الأسرة الحميمية فلذة الإفطار بين الأبناء لا توازيها متعة، ولكن نداء الواجب فوق كل اعتبار، وإسهامنا في إنقاذ المصابين وتخفيف معاناة المنكوبين يشعرنا بالسعادة الغامرة وينسينا ألم الابتعاد عن أجواء رمضان العائلية. ويضيف عواجي «أذكر في أحد الأيام وقبيل دقائق فقط من انطلاق مدفع الإفطار تلقينا نداء بضرورة التحرك لمباشرة أحد الحوادث المرورية، فتحركنا بسرعة باتجاه موقع الحادث وكان بعيداً ولم يتسنّ لنا سوى أخذ بضع تمرات وقليل من الماء حيث دخل أذان المغرب ونحن في طريقنا لمباشرة الحادث، وعلى الرغم من شدة الجوع والعطش فقد خففنا الإفطار لمباشرة الحادث بسرعة وإنقاذ حياة المصاب. وقال محمد الصلهبي وفهد محمد العطار إن مشاعر الأسرة الواحدة تطغى على جميع أفراد المجموعة، فنحن نفطر معاً ونقوم بتجهيز وجبة السحور ونجد متعة حقيقية في ذلك. وأشار مناجي جعفري وهاشم مزهر أن العمل النبيل والرسالة السامية تتبلور في تلبية نداء الواجب وتقديم العون والمساعدة لكل من يطلبها، وذلك ما يُسهم وبشكل كبير في التخفيف من ألم البعد ووحشة الفراق عن مشاركة الأسرة الأجواء الرمضانية. وأشار أحمد زكري وسليمان خردلي ومالك رفاعي إلى أن بلاغات مباشرة الحوادث ليس لها وقت معين، فأحياناً يتلقون بلاغاً وهم على مائدة الإفطار فيتركون الإفطار ويهبّون بسرعة للإنقاذ، وتارة أخرى قد يفاجئنا حادث طارئ قبيل لحظات قليلة من موعد السحور والإمساك ولا نلحق السحور، وأن هذا العمل يتطلب تجنيد النفس لإنقاذ الآخرين على مدار الساعة.