على خلاف كل موائد الإفطار التي تمتد بطول مصر وعرضها، كانت المائدة التي أقامها الرئيس محمد مرسي لرئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية عامرة بالوعود إلى جانب أصناف الطعام المختلفة، فمرسي أراد إكرام ضيفه الذي جاء إلى قصر الاتحادية شرق القاهرة صائما ومحاصَرا فخرج منه متناولا إفطاره وفي جعبته وعدٌ بإنهاء حصاره. الحفاوة البالغة كانت عنوان اللقاء بين الرجلين، هكذا وصفت مصادر مصرية وفلسطينية كانت حاضرة، أجواء اللقاء ل «الشرق»، عناق ومصافحة وابتسامات عريضة وزَّعها الرجلين أمام عدسات الكاميرات، لكن هنية الذي يُستَقبَل للمرة الأولى في مصر على هذا المستوى كان الأكثر سعادة بهذه الحفاوة، وبخاصة بعد أن عرف أن مرسي لم يخص أي من زواره منذ بداية شهر رمضان بمائدة إفطار كما خصه. مرسي الباحث عن عودة الدور الأبوي لمصر في رعاية القضية الفلسطينية لم يلتفت لمعارضي الزيارة الذين هاجموه بشده لاستقباله هنية ابن حركة حماس، بل حَرِصَ خلال التقاط الصورة الرسمية للقاء على أن يحيط يد هنية بيديه في إشارة للدور المساند لقطاع غزة الذي ستلعبه القاهرة خلال الفترة القادمة. على طاولة الحوار كانت المعادلة مفهومه للطرفين ومعدة مسبقا، يعود هنية إلى غزة بتسهيلات حقيقية على حركة الفلسطينيين عبر معبر رفح، وبوعود لحل مشكلة الكهرباء التي تؤرق حكومته، وفي المقابل لا حديث عن أي موضوع قد يعقد العلاقة بين مصر واسرائيل في هذه المرحلة أو يدفع الأخيرة لإعلان قطع علاقتها مع قطاع غزة وإلقائه في حضن مصر الذي يمتلئ عن آخره الآن بالشأن المحلي، لذلك تجنب الطرفان الحديث عن إنشاء منطقة تجارية حرة بين قطاع غزة ومصر والتي تعارضها إسرائيل بشدة. «المغرب والعشاء» صلاتان جمعتا الجانبين المصري والفلسطيني في قصر الاتحادية، مرسي تقدم إماما واصطف هنية مع أعضاء وفده خلفه، وكأن اللقاء لا يكتمل إلا بتأكيد علاقة من نوع آخر تربط بين مرسي وهنية تتجاوز أسوار القصر الرئاسي في حي مصر الجديدة لتصل إلى مقر جماعة الإخوان المسلمين في حي المقطم. مرسي يصافح هنية بحفاوة في القاهرة (الشرق)