سعود الجهني مما لاشك فيه أن الخطوط السعودية تسعى جاهدة للرقيّ بخدمة المسافرين، ومع ذلك تحدث بعض الأخطاء في تأخر الرحلات أو فقدان الأمتعة أو التأخير في تسليمها، ما يسبب لنا كمسافرين التأثير النفسي، ويظهر ذلك في طبيعة تخاطبنا مع موظفي إنهاء إجراءات السفر في المطارات، ولكن يجب أن تكون النقاشات بأسلوب راقٍ ومهذب نصل فيه لنتيجه هادفة، وأياً كانت الأسباب أو العوامل النفسية، يجب فصل ذلك ونسيانه كلياً عند الصعود إلى الطائرة، وذلك لوجود طاقم ملاحة مسؤولين عن سلامة الطائرة ومسافريها بالدرجة الأولى، وواجب الخدمة والضيافة بالدرجة الثانية، ولا تربطهم أي صلة بما ذكرته أعلاه، لذلك يجب علينا جميعاً احترامهم وتقديرهم، ويتجلى ذلك في أدب الكلام والحوار معهم. فما الذي يمنعك من اختيار أفضل أساليب النداء عند طلب المضيفة لأي خدمة تريدها؟ احتراماً وتقديراً لها وهي تعاني كثيراً بسبب الرحلات وتقلبات الأجواء من مكان إلى مكان، ومع ذلك تستقبلك بابتسامة تُخفي خلفها كل معاناتها وآلامها! عاملها بحسن الذوق والأدب بدلاً من الإشارة بإصبعك كنداء لها وكأنك على متن طائرتك الخاصة، وكأن المضيفة تعمل موظفة لديك! إن هذه المضيفة حاصلة على شهادات علمية وتتحدث أكثر من لغة أجنبية، بالإضافة إلى دراسة تخصصها في علوم الطيران، ليأتي من لا يمتلك نصف شهاداتها العلمية ويعاملها بهذا الأسلوب! نحن ملزمون بالحضور للمطار قبل الرحلة بساعة، بينما المضيفة لديها ما يُعرف ب(الويك أب) وهو الاستيقاظ قبل الرحلة بثلاث ساعات على الأقل، ثم (البيك أب) بعد الاستيقاظ بساعة للانتقال إلى مبنى العمليات، ثم (البريفينق) قبل إقلاع الرحلة بساعة ونصف الساعة، وهو الاجتماع المنعقد قبل كل رحلة لتنسيق وسائل السلامة وتوزيع المهام على ملاحي الطائرة والحضور عليها قبل وصول المسافرين لإعداد الطائرة للرحلة، وتأتي بعد ذلك وتحمّل الملاحين أخطاء غيرهم وتصبّ جُل غضبك عليهم! مع الأسف، بعضهم يسمي المضيفة بالشغالة لجهله بطبيعة مهنتها وإمكاناتها، وإن صحت هذه التسمية فهذا يعني تسمية المعلمة بالشغالة، التربوية والطبيبة بالشغالة الصحية، والصحفية بالشغالة الإعلامية، وهكذا. يجب علينا جميعاً، قبل أن تطأ أقدامنا سلم الطائرة، أن نضع أمام أعيننا احترام وتقدير جميع ملاحي الطائرة، والالتزام بتوجيهاتهم، ومن لا يتخلق بذلك فبقاؤه في منزله أفضل، فمضيفات الخطوط السعودية سيبقين بلسم جراح الرحلات الجوية شاء من شاء وأبى من أبى. ولو كان الأمر بيدي لقدمت باقة من الزهور لكل مضيف ومضيفة في كل رحلة أسافر عليها تقديراً وعرفاناً للجميع، وأردد دائماً: مضيفو ومضيفات الخطوط السعودية راقون بمستوى الخدمة الجوية، وبلسم جراح معاناة الرحلات الجوية.