فارق رئيس المخابرات المصرية السابق وآخر نائب لرئيس الجمهورية، اللواء عمر سليمان، الحياة صباح أمس في مستشفى كليفلاند كلينيك في الولاياتالمتحدةالأمريكية أثناء إجرائه فحوصا طبية. وبعد وفاته بساعات أكد القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، الدكتور ياسر على، أن جنازة عمر سليمان ستكون عسكرية وفقاً للبروتوكولات العسكرية، وأضاف أن رئاسة الجمهورية أرسلت برقية عزاء إلى أسرة الراحل وستوفد مندوباً لحضور العزاء. شغل اللواء عمر سليمان منصب رئيس جهاز المخبرات العامة المصرية منذ عام 1993 وحتى نهاية يناير 2011 حين عينه الرئيس المصري السابق حسني مبارك نائبا له قبل أيام من الإطاحة بهما في الحادي عشر من فبراير من نفس العام، ويلقب ب «الصندوق الأسود لنظام مبارك». بدوره، أعرب مجلس الوزراء عن خالص عزائه في وفاة اللواء عمر سليمان، وقالت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، فايزة أبو النجا، إن الفقيد «ابن بار» من أبناء مصر، قدم للوطن عطاءً متواصلاً في كافة المهام التي تولاها. وفي اتصال هاتفي مع»الشرق» من مستشفى كليفلاند حيث توفي اللواء سليمان، قال اللواء حسين كمال، مدير مكتب اللواء سليمان والمعروف ب «الرجل الذي يقف وراءه»، إن سليمان انتقل منذ فترة قصيرة للولايات المتحدة لإجراء فحوصات طبية في كليفلاند كلينيك بسبب معاناته من آلام في المريء، وتابع كمال ل «الشرق» من الولاياتالمتحدة حيث رافق سليمان في رحلته الأخيرة «تحسنت حالته جدا لكنه توفي أمس فجأة». وأوضح كمال أن إجراءات على أعلى مستوى تتم لنقل سليمان للقاهرة في أسرع وقت ممكن، قائلا «كل اهتمامنا حاليا هو نقل الفقيد لمصر». وتباينت ردود فعل السياسيين والنشطاء المصريين حول وفاة سليمان بين النعي والصمت وحتى الوصول لحد الفرح والشماتة. ويتهم نشطاء سليمان بقيادة مخططات الثورة المضادة أثناء وبعد الثورة، كما تتهمه تقارير غربية بالإشراف على حالات استنطاق لمعتقلي القاعدة بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية. لكن المتحدث الرسمي لحركة 6 إبريل، إنجي حمدي، قالت «نحن كحركة نرفض التعليق على الأمور المتعلقة بالمرض والموت حتى لو متعلقة بخصومنا السياسيين»، وتابعت حمدي ل»الشرق» «الموت له حرمة ولا شماتة فيه»، لكنها أضافت «لو لم نتمكن من الاقتصاص من سليمان في الدنيا فهو الآن بين يدي العدل». وعلى النقيض، قال المتحدث الإعلامي باسم الجبهة السلفية بمصر، الدكتور خالد سعيد، إنه لا تجوز الصلاة على اللواء عمر سليمان، وأضاف سعيد في تصريحات لصحيفة محلية أمس «لا يجوز حضور جنازة عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق، أو الصلاة عليه». واعتبر أن عمر سليمان يُصنَّف على أنه من المجرمين والقوم الفاسقين، مضيفاً «كان من جنود وأعوان مبارك الظالمين، الذين أفسدوا وأجرموا في حق الوطن خلال ثلاثين عاما». لكن القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، القيادي الإخواني الدكتور عصام العريان، علق قائلا «لا أجد أمام لحظة الموت إلا قول إنا لله وإنا إليه راجعون».