تلجأ بعض الفتيات للعدسات وخصلات الشعر الدائمة وبعض عمليات التجميل المؤقتة والمحسنات الصناعية عند تحديد موعد الرؤية الشرعية، والتي ما تلبث أن تزول، وتبدأ الحقائق في الظهور، ونجد أن بعض الشباب يتقبلونها وبعضهم يرفضها ويعتبرها خداعا وتدليسا، وكثيرا ما يحدث الانفصال بين الخطيبين في الفترة الأولى من الخطوبة بعد أن يعتاد الشاب رؤية الفتاة وذلك لاختلاف شكل الفتاة الخارجي عما راه في أول مرة. يقول سلمان السريحي رأيت خطيبتي الرؤية الشرعية وكانت عيونها رائعة بلونها العسلي الفاتح وشعرها الكثيف فوافقت على الفور وبعد عدة مقابلات لي معها لتحضير أثاث ومستلزمات الزواج رأيتها مختلفة فقالت لي” كنت ألبس عدسات” وكأنها تضعني أمام الأمر الواقع ووقع بيننا الخلاف لأني اعتبر ما فعلته غشاً لي وتخليت عنها رغم أنني دفعت المهر وغير آسف عليها .ويضيف ” أهم شروطي في المرة المقبلة أن أرى العروس كما أمر الشرع دون زينة وعدسات وسوف أضع شروطا منها عدم استخدام وصلات الشعر والعدسات .” وقال علي عسيري إنه وضع لوالدته عدداً من الشروط للفتاة التي يريد الارتباط بها وعند الرؤية الشرعية اقتنع بأنها أجمل فتاة رآها ليكمل الخطوبة وبعد الزواج بعشرة أيام اكتشف العدسات اللاصقة ووصلات الشعر على التسريحة ولم تنكر زوجته ذلك، وقالت “لا تتحدث معي تحدث مع والدتك فهي اتفقت معي على ذلك والسبب كثرة شروطك وطلباتك وعندها شعرت بمدى غبائي وتوجهت لوالدتي التي قالت إذا بنت الناس فيها عيب أخلاقي اليوم ارجعها بيت أسرتها غير ذلك لا تتحدث معي وهمشت شروطي وقالت “كل شروطك ومواصفاتك سطحية المرأة لها مواصفات أخلاقية ودينية وتربوية حتى تستطيع حفظ بيتك وأولادك أما الشكل الخارجي والجمال فالنساء الآن يبتاعونه من الأسواق والعيادات وهي حقيقة فهمتها متأخرا وأعيش الآن بكل سعادة مع زوجتي وطفلي وأمي وأريد أن ألفت نظر الشاب والفتاة أن الشكل ليس كل شيء وأن لا يضعوا كل الشروط على الشكل والجمال. وسردت سلمى الصالح تجربتها قائلة “ليست الفتاة فقط من تخدع الشاب بوسائل التجميل ولكن الشباب كثيرا ما يخدعون الفتيات ومثال على ذلك خطيبي فقد استمرت خطوبتنا ثمانية شهور لم أكتشف أنه أصلع إلا بالصدفة ولا أعلم كان سيخفي ذلك إلى متى وتضيف أرى أن الصراحة أفضل طريقة وأن يرى الخطيبان بعضهم على الطبيعة ثم يقرران لأن حبل الخداع والكذب قصير وتبقى الأخلاق هي الأهم بالعشرة بين الزوجين لأنهم سوف يعتادون على بعض مهما كانت أشكالهم جميلة. ويرى نايف الشمري مدير تحرير صحيفة صدى الجبيل أنه من الواجب محاربة الغش والخداع في مثل هذه الأمور الحساسة وقال” أهم شيء أن يبدأ الطرفان حياتهما بالصدق والشفافية لأن أمامهم مشوار حياة بحلوها ومرها ومن أهم ركائز هذه الحياة الصدق ويجب ألاّ تكون الشروط الجمالية مبالغ بها من الطرفين لأن الدين والتربية والأخلاق أهم بكثير من المواصفات الشكلية للطرفين ومتى ما بنيت الحياة على أسس واقعية قوية استمرت ونجحت. فيما يرى فواز الغضوري أن الرؤية الشرعية يجب أن تتم دون أدوات تجميل حتى تكون هناك قناعة واقتناع من الطرفين ويضيف “متى ما دخلت أدوات الخداع والغش سواء في تزيين شكل الفتاة أو الشاب دخل الخداع والتدليس مما يؤدي إلى الكثير من حالات الطلاق التي أرى أننا يمكن أن نتلافاها بالصدق وتجنب الغش ويشير فواز عن بعض الحالات التي سمع عنها ولم يكن يصدقها أما الآن فيبدوا أن على الطرفين المتقدمين للزواج أخذ الحيطة والحذر وقد يكون للشروط التعجيزية الجمالية للبعض دور للجوء الفتاة للعدسات والوصلات وغيرها وهي تريد أن توفي الشروط لكنها تخطئ الطريق وينصح فواز الشباب بتخفيف شروطهم التعجيزية والاهتمام بأخلاق الفتاة وتربيتها لأنها الأهم في الحياة الزوجية.” وتعلق مديرة التدريب في المركز النسائي التابع لجمعية سيهات والمستشارة الأسرية سهيلة أبو علي قائلة ” هذه المشكلة تكشف عن ثقافة المجتمع ونظرته للعلاقة الزوجية وكذلك مستوى الشاب والفتاة الثقافي والفكري والاجتماعي وهي تكمن في فهم مفهوم هذه العلاقة، فعندما يقبل الشاب والشابة على الزواج بدون إدراك لأبعاد الرابط الأسري والمصيري وبدون فهم وإدراك لأهداف الزواج الصحيحة عند ذلك يحدث خلل في التعاطي مع هذه المسائل منذ اللحظة الأولى فالفتاة التي تجيز لنفسها الظهور بمظهر آخر غير حقيقي كيف ستبني حياتها على أساس سليم وأهداف واضحة.” وترى أبو على ضرورة إخضاع المقبلين على الزواج ذكورا وإناثا لدورات تثقيفية تأهيلية لزواج وتثقيف الشباب عن الشروط التعجيزية التي قد تلجأ الفتاة إلى الظهور بمظهر غير حقيقي. وأشارت الخبيرة التربوية الدكتورة ماجدة الصريرة إلى أن ثقافة الشاب والفتاة لها دور كبير في تقبل الطرفين لبعضهما وقالت ” على الشاب والفتاة الظهور أمام بعضهما بالمظهر الحقيقي الأصلي لهما حتى يريا مدى تقبلهما لبعضهما ويقررا الاستمرار من عدمه فهناك عدة ضوابط وأهداف لاستمرار الحياة بين الخطيبين ومن ثم الزوجين تدخل بها الأمور الاجتماعية والشكلية والثقافية والدينية ولا تتوقف على مواصفات الطرفين الشكلية فقط منوهة إلى أن الجميع يجب أن يعلم أن استمرار الحياة الأسرية والزوجية لا يقف فقط على المواصفات الجمالية والشكل فقط فمع مرور الوقت تصبح هذه الأمور أمورا استثنائية لا تستحق الاهتمام في حياة الزوجين لذلك فالتثقيف وتأهيل المقبلين على الزواج خطوة مهمة جدا لتلافي مثل هذه الأمور.”