دعا المغرب جارته إسبانيا إلى فتح حوار حول ملف الأسلحة الكيماوية المستعملة في «حرب الريف» التي شهدت استعمالا للغازات السامة ضد سكان المنطقة المتصدين للمد الاستعماري الإسباني خلال عشرينيات القرن الماضي.وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، في البرلمان إن المغرب «يطالب إسبانيا بفتح حوار هادئ ومسؤول، حول ملف استعمال الأسلحة الكيماوية في حرب الريف»معتبرا أن المملكة الإسبانية «لن تمانع في تفعيل هذا الحوار، الذي يتعين أن يتم وسط اتفاق استراتيجي عام بين البلدين ومراعاة لمستوى تطور العلاقات الثنائية»،مؤكدا أن حكومة بلاده «منخرطة في الدفاع عن ضحايا هذا الملف، وما وقع هو من مسؤوليات المستعمر»، مضيفا أن «مواقف كل الحكومات المتعاقبة ظل موحدا في اعتبارها بأن الملف يعلو فوق كل الاختلافات والاعتبارات السياسية.وكان الجيش الإسباني خلال حرب الريف، التي امتدت من العام 1921 إلى العام 1927 ألقى بقنابل كيماوية، تحمل غاز الخردل في محاولة منها لإخماد مقاومة شمال المغرب بقيادة الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي.وشكل الموقف الرسمي المغربي، تحولا جذريا في التعامل الحكومي مع هذا الملف، حيث لم تتمكن الحكومات المتعاقبة، منذ استقلال البلاد على إثارة الموضوع مع الجارة الإسبانية. ويتزامن الطلب المغربي، مع التوتر الذي يخيم على العلاقات المغربية الإسبانية بعد الزيارة التي قام بها وزير الداخلية الإسباني فرنانديث دياث الأسبوع الماضي لمدينة الحسيمة المغربية، لتكريم الجنود الإسبان الذين سقطوا في معركة أنوال، وإثر إرسال مدريد مجموعة من عناصر الحرس المدني للبقاء بشكل دائم في جزر شرق البلاد.وفي تطور لافت للتوتر القائم، قام وزير الخارجية المغربي، باستدعاء السفير الإسباني بالمغرب، أنطونيو خوصي نافارو، للاحتجاج ومطالبته بتقديم التوضيحات اللازمة عن تصريحات أدلى بها وزير الداخلية الإسباني وقرار الحكومة الإسبانية إقامة مركز أمني لجهاز الحرس المدني فوق جزيرة «اشفارن».وكان المسؤول الإسباني، دخل الأراضي المغربية بعد حلوله في زيارة لمدينة مليلية بداية الأسبوع، ومنها توجه إلى الموقع الذي دارت فيه حرب أنوال في بداية عشرينيات القرن الماضي، ووقف بنفس المكان الذي قتل فيه نحو 25 ألف عسكري إسباني في واحدة من أشهر المعارك التاريخية التي انتصرت فيها المقاومة الريفية على الجيش الإسباني.