نشبت أزمة جديدة بين الرباط ومدريد على خلفية "زيارة سرية" قام بها، أخيرا، وزير الداخلية الإسباني، خروخي فرنانديث، إلى موقع بجبال الريف قرب مدينة الحسيمة (شمال المغرب) كان شهد معركة تاريخية بين جيش الاستعمار الإسباني والمقاومة المغربية في عشرينيات القرن الماضي. واستدعت الخارجية المغربية سفير إسبانيا لتبليغه احتجاجها على هذه الزيارة. وأوضح مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في ندوة صحافية عقب انعقاد مجلس الحكومة، أن الرباط قلقة من هذا التصرف الإسباني ما دفع بوزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، إلى المطالبة بالتوضيحات اللازمة من سفير إسبانيا بمدريد، خاصة وأن وزير داخليتها أدلى بتصريحات وصفتها الرباط بغير المقبولة بعد زيارته لموقع معركة "أنوال" حيث دفن جنود إسبان بعد هزيمة تاريخيه تلقاها الجيش الإسباني المستعمر على أيدي المقاومين المغاربة. وليست هذه هي الأزمة الأولى التي تنشب بين الرباط ومدريد في ظرف أقل من ستة شهور، إذ سبق أن أثارت إسبانيا غضب المغرب بعد أن وضعت أفرادا من الحرس الإسباني في بعض الجزر الجعفرية المتنازع على سيادتها بين الطرفين. وقال مصطفى الخلفي إن وزير الداخلية الإسباني أدلى بتصريحات لا يمكن للرباط أن تقبلها في ما يخص معركة أنوال٬ مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون تتابع الموضوع في مختلف تفاصيله وتطوراته كما تابعته باقي الجهات المختصة بدقة منذ لحظاته الأولى. وكان وزير الداخلية الإسباني، خورخي فيرنانديث، دخل المغرب عبر مدينة مليلية التي لا تزال تقع تحت الاحتلال الإسباني، ثم توجه بصفة سرية إلى مكان معركة "أنوال" قرب مدينة الحسيمة، قبل أن يعود إلى مليلية ويضع إكليلا من الزهور بمدفن الجنود الإسبان الذين سقطوا في هذه المعركة. لكن المستفز في هذه الزيارة، حسب الصحافة المغربية، أن وزير الداخلية الإسباني وصف من سقطوا من الجنود الإسبان في معركة أنوال ب"الضحايا"، كما استعمل وصف "كارثة أنوال" الذي تطلقه الصحافة الإسبانية على هذه المعركة. وكرد فعل على هذا التصرف الإسباني، أعلنت "جمعية الريف لحقوق الإنسان" أنه سيتم، اليوم الأحد، إغلاق الحدود مع مليلية المحتلة إحياء للذكرى 91 لمعركة "أنوال" التي انتصر فيها جيش المقاومة على جيوش المستعمر الإسباني وسقط في صفوف الأخير نحو 25 ألف عسكري إسباني.