هناك مواطن للعتمة ومواطن للنور في كل إنسان.مواطن للعظمة ومواطن للصغر، مواطن للهمجية ومواطن للتحضر، حين ترق حواسنا ونألف الناس من حولنا سنشعر بهم وعندها نتقبلهم كما هم بأخطائهم ومزاياهم برقتهم وقسوتهم.عندما يأتي اليوم الذي نرتقي بإنسانيتنا ستصبح أخطاء الناس أقل إيلاماً لمشاعرنا لأننا سنتلقاها بقلب المحب المملوء بالرحمة والشفقة كقلب الأم .هذا الارتقاء بالمشاعر ليس أمرا سهلاً ولكن هو محاولة الوصول إلى الكمال من خلال تهذيب النفس والمضي بها إلى الرقي الإنساني بصقل الأحاسيس. النزعة الإنسانية مهارة لا تعطى لنا تلقائيا بل نجتهد ونجاهد لنتدرب عليها وإن أتقناها فإنها لاتسحب منا بسهولة بل ستكون جزءا من ملكاتنا الباقية .في هذا الشهرالمبارك فرصة لنا لنطهر أنفسنا من الغضب وأن نغسل قلوبنا من الأحقاد.أتمنى في هذه الأيام الفضيلة حبا حقيقيا يجمع قلوب البشر ويقيهم شرأنفسهم ولذة واحدة حقيقية هي الرضا تقي الأنفس شر الأرق. أتوق لاحتضان كل طفل تشرد، أداوي ألمه وهو يجلس فوق أنقاض بيته يبحث عن دميته التي قد يجدها أو يجد جزءا منها وقد يضمها بشوق إلى صدره المشحون بألم أكبر من عمره. مستعدة أن أغسل قدمي هذا الصغير بدموعي علّي أقضي على شبح الخوف والدمار الذي عشعش في روح الأطفال كطحلب عملاق. أدعو الله بالرحمة لكل من فارقنا ولم يدرك عامنا هذا تاركا ذكراه دمعة عالقة على أجفاننا .الله ياالله ليس لنا إلا أنت لأولادنا وبناتنا احفظهم بحفظك واسترهم بسترك. سيتقدم العمر بنا وتلوي الشموع أعناقها بعيدا عنا، وتمضي بنا السنون تضيف عمرا إلى عمرنا.ويزداد رصيدنا من خبرات نكتسبها ومن مهارات تشكل شخصياتنا.اللهم كبرنا في طاعتك وارحمنا برحمتك وآتنا من ألطافك مالم يكن في الحسبان.