ماجد محمد الوبيران حين سُئل العباس – رضي الله عنه – عن أيّهما أكبر هو أمْ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – ، وكان العباس أكبرَ من رسول الله عليه الصلاة والسلام سِنًّا ، أتدرون بمَ أجاب ؟ لقد قال كلمة خلَّدها التاريخ نبراساً للمسلمين، ومنهاجاً للمؤمنين، قال : « هو أكبر مني ، ولكني ولدتُّ قبله « .. يا للأدب ! ويا للذوق ! ويا لحلاوة الحديث! لقد دعا الإسلام إلى مكارم الأخلاق، وعلَّمنا كيف نتأدب مع رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، وأصحابه رضوان الله عليهم. وهذا الأدب سنكتسبه بالاطلاع إلى سيرهم، ودراستها، وتطبيقها، دون الحاجة إلى تجسيدها من خلال الأفلام ! حدثني أحد أصدقائي عن أمِّهِ الكبيرة «الأرملة» التي ترفض غالبًا النوم عند أحد أبنائها، أو غيرهم خارج منزل زوجها المتوفى، مُرددة مقولتها المشهورة: «لا أريد أن تُطفأ أنوار بيت أبيكم»! وكأنه موجود وكأنَّ صوته لا يزال يتردد بين جُدر ذلك البيت الراسخ في أحد جبال أبها الحالمة. أيُّ حبٍّ ؟! وأيُّ وفاءٍ ؟! وأيُّ احترامٍ حمله فؤاد تلك «الكبيرة» في عُمرها، وفي شعورها ؟! الحُبُّ إحساس خارج الزمن لا تحكمه السنوات، ولا تقيده اللحظات، وهكذا هُنَّ من يُحببن بصدق. حفظ الله تلك الأم العظيمة، وأجزل لها الأجر والثواب . صورة مع التحية لكل زوجة هجرت بيتها وأطفالها بسبب خلاف بسيط وارد! صورة مع التحية لكل زوجة تركت زوجها يذهب إلى العمل، ثم يعود، فلا يجدها، ولا يرى أطفاله؛ لأن الزوجة تقضي إجازتها بصحبة أهلها!بحسب عِلمي فإن هناك فرقاً بين الحب والعشق، فالحب للأهل والوطن والولد، والعشق يكون للمحبوب «المرأة « لكن الناس اعتادوا على استخدام كلمة حُب في كل أمورهم. وما يهمني هو الوقوف عند معنى الحب بكل ما يحمله من أبعاد. ويبقى الحب مرتبطاً بالقلب الحي. وجود الحب ضروري وإن كان الحب قد يتعرض لصعقات تصيبه بالشلل حين التنكر والجحود والبيع بالثمن البخس. بالنسبة لي لا يهمني البحث في معنى الحب لكن ما يهمني هو أن أحب، وأبقى لأحب، وأخلص؛ ليحيا الحب!هل نحن عندما نعتذر نحس بالسعادة والراحة وانتصارنا على ضعفنا البشري ؟ أقول هذا بعدما بحثت عن معاني كلمة «آسف» التي يستخدمها الناس عادة في الاعتذار، فلم أجد فيها سوى الحزن والألم، والأسى والندم! فهل هذه المعاني نشعر بها، ونحن نعتذر إلى من أخطأنا عليه، أوقصرنا في حقه ؟! قال تعالى في معرض قصة نبيه موسى عليه السلام «غضبان أسفا»، أي: حزينًا . أظن أن التعبير عند الاعتذار بآسف فيه نوع من الخطأ. والأفضل أن نعبر بالفعل «أعتذر»، أو المصدر «عذراً « ، أو «معذرة « قال – تعالى – : « معذرة إلى ربكم « وقال الشاعر : عذراً إليكم فما ضاعت مودتكم وما ارتضينا بغير الشوق عنوانا نسمع عن النرجسية التي تعني حُب النفس. وهي نسبة إلى أسطورة يونانية ذكرت أن شخصاً اسمه ( ناريس ) أو ( نارسيس ) رأى وجهه في الماء، وكان آية في الجمال، فعشق نفسه! ولا أرى حرجاً في أن يحب الإنسان نفسه، بل أراه أمراً طبيعيّاً، والخلل أن يكره الإنسان نفسه. بل إن النفس من الضرورات الخمس التي أمرنا الإسلام بالمحافظة عليها. لكن يجب ألا يصل الحد بنا إلى الأنانية الممقوتة، أو الغرورالمرفوض. حُبك لنفسك يعني السعي من أجل سموها، ورفعتها، وجعلها نفساً صالحة نقية .