لنقف لحظة ونسأل ما هو الوطن؟! أهو الأرض أم الجنسية؟! أم العمل والوظيفة أم شعار نردده دون إحساس؟! الوطن موطن أمن وأمان وآمال تنمو على أغصان الزمان.. وعندما نرى مواطناً تسحق أحلامه.. وتتبدد آماله ويشعر أنه غريب وطن في وطن غريب فهل سيكفي أن نتغنى له بالوطن وحب البلاد. (بلاد العرب أو وطني)، (وطني حبيبي الوطن الأكبر)، وما إلى ذلك من أناشيد لم تتبرعم على شفاه الكلمة إلا بعد أن تروت بماء الأمل مستشرفة ذلك الحلم المنتظر.. إن الوطن الحقيقي هو الذي يصنع مستقبل أبنائه ويحرص على فتح نوافذ للشمس لهذا المستقبل حتى لا يدرك الحلم ظلام اليأس. إننا إذ ما أردنا أن نصنع وطناً يصب في كؤوس الحب (مع الاعتذار لرائعة الثبيتي رحمه الله) فلا بد أن نزرع هذا الحب قبلا.. وكما أن لا حياة بلا أمل فلا أمل بلا حب؛ لأن الحب هو الحياة.. فتعالوا لنزرع مشاتل الوطن من الماء وحتى الماء.. ومن الرمل إلى الجبل بالحب والصدق.. ولا صدق مع النفس أو مع الوطن ما لم نصدقهما النصح والاعتراف بالقصور والخلل. قدر وطننا أن يكون مميزا وواجبنا أن ننطلق بالعمل حتى نصل على ما يليق بهذا التميز فلعلنا نصل لذلك؛ لننشد حينها للوطن! وطن الأمل. وطني إذا ماجئت أهتف باسمه تزهو الحروف على الشفاه توردا وطني وأنت الحب ينعش خافقي فأراه في دنيا الوجود الأوحدا