بقدر ما كانت الصدمة قاسية على أولئك الذين ما فتئوا يراهنون على زعزعة الأمن في بلادنا حماها الله، بقدر ما كان يوم الجمعة يومًا مباركًا كما أراده الله له، كان يومًا محفوفًا بالطاعات العبادية وبطاعة هامة تلتزم بالبيعة لولاة أمرنا حفظهم الله ورعاهم. إن مصيبة هؤلاء المرجفين أنهم لا يعون طبيعة هذا الشعب المسلم المتشرف. بجوار أطهر بقعتين.. لم يستوعبوا بعد.. أبعاد العلاقة التي تحيط الحاكم بالمحكوم والراعي بالرعية، لقد أرادوا أن تعم الفوضى في أرجاء البلاد متذرعين بدواعي الإصلاح والتغيير والعدالة.... وما شابه ذلك من أمور لا تخفى على ذي لب!!. فيا أيها المرجفون.. إننا بقدر ما ألمنا لما رغبتم فيه وأردتموه.. فإننا نشكر لكم صنيعكم الذي كشف معدن هذا الشعب الأصيل وكما قال الشاعر: وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت ** أتاح لها لسان حقود كانت أراجيفكم مدعاة لتوقف المواطن للحظات ليقارن بين بلدان تنادت دون تمييز.. وبين بلد ينظر بالتقدير لمنجز الموحد الملك عبدالعزيز.. فشتان بين مانع للصلاة ومهموم بعمارة مساجد الله!!.. شتان بين من يتوعد شعبه فردا فردا.. وبين من يعتذر لعم مصافحته لشعبه بعذر صحي -فردا فردا!!!! لقد كان يوم الجمعة مميزًا كما أراده الله بما يلي: أولًا: ان التغيير -أي تغيير- لا يمكن أن يكون من الخارج وفق إملاءات أو توجيهات أو متطلبات لا تعي طبيعة المراد تغييره. وثانيهما: أن هذا البلد الأمين برهن على عمق استقراره ومتانة أركانه ونضج أبنائه، إذ لا يمكن أن ينساقوا خلف كل ناعق دون وعي أو تمييز. ثالثًا: أطمئنكم أيها المرجفون أننا قد أسقطنا النظام فعلًا.. ولكننا فجرنا عوضًا عنه روحًا أسرية غمارها الود والوفاء والعطف والتراحم والتناصح والتواصي؛ إذ لم تكن علاقتنا بالملك عبدالله بن عبدالعزيز علاقة حاكم بشعب بقدر ما هي علاقة حب بحب وقلب بقلب. أوالد الشعب إي والله أبهجنا إيابك اليوم.. سر بالحب ممتشقا تواصل العزم تبني صرح نهضتنا بكفك الخير يجري ماؤه غدقا ملكت بالعطف، كف العطف تمسحها على الضعيف فيلقى وجهه طلقا سر اليتيم إذا ما اليتيم ألجمه منك الحنان.. فواسى الطفل إذ شهقا!!! جبرت بالعطف شيخًا ليس يجبره في منتهى العمر إلا خافق رفقا ملكت بالحب.. نهر الحب تسكبه بنهرك العذب قلب الشعب قد غرقا!! إنني أقولها وبملء فمي: لوطني تطلعات ولأبنائه احتياجات واحتياجات، ولكننا وحدنا المعنيين بتحقيقها، وحدنا المناط بنا طرح ومناقشة شأننا الداخلي فلم نعدم الرأي ولا النصيحة، ولم تعدم قيادتنا فضيلة الاستماع والوقوف على الأخطاء وتصحيحها!!. فيا أيها المرجفون: ألا يحق لي أن أشكر لكم -رغم سوء عملكم- ما دفعتم أبناء الوطن لإظهاره من صدق عهد ووفاء لقيادته، وما أظهرته القيادة من حرص جلي على استمرار البناء للوطن وللمواطن النماء. ويا أيها المرجفون: مرة أخرى أهنئكم -بكل شفقة- فقد أسقطنا النظام عن رقابنا ولكن إلى قلوبنا.. وعن دفاترنا لنودعه ضمائرنا النابضة بحب هذا الوطن والوفاء له والحرص الواعي على الحفاظ على مكتسباته وإنجازاته، لقد أسقطنا عبء النظام عن فرد أو مسؤول لوحده لنبرهن أن المسؤولية مشتركة والحس الوطني حس جماعي فإذا ما أردتم أن تتنادوا للتغيير وبالتغيير فعليكم تغيير المجموع بأكمله!!!. ويا وطني لك بالحب نغني: وطني إذا ما جئت اعزف اسمه تزهو الحروف على الشفاه توردا وطني وأنت الحلم يزهر بالمنى للفجر نشهد من ثراك المولدا وطني وأنت الحب بنعش خافقي فأراك في دنيا الوجود الأوحدا