لا أدري لماذا أشعر بغصة ألم عندما أجد ملامح الإحباط تلف أصوات بعض من أتحدث معهم بشأن من الشؤون العامة، ذات لقاء تثاقفي مع بعض الأحبة المثقفين توقفت عند جملة قالها أحد الأصدقاء الكتاب “يا أخي ما فيه فايده ولا أرى بوادر أمل في القادم” فبادرته فلماذا تكتب و تتحرك؟!! إن الأمل ثقافة فهل نحن مجتمع لا يجيد صناعة الأمل؟! أو فتح نافذة له؟! إن الحياة بلا أمل موت بطيء، والأمل بلا عمل أضغاث أحلام، والعمل بلا إخلاص أو أهداف جهود مهدرة، إنني أتفق مع كثير ممن يتحدث عن مظاهر الفساد الذي طغى وبات يشكل ظاهرة، ولكن كل هذا لا يجب أن يجعلنا نستسلم له ولا لطوفانه وإلا لنسف أحلامنا وأوطاننا. إن الأمل صناعة، وعبد الله بن عبد العزيز حفظه الله صانع للأمل، فاعترافه بوجود فساد أمل حقيقي بالتصحيح، واهتمامه بشعبه ووطنه أمل، ونهجه الحياتي الحكيم المتوازن أمل، وحرصه على سلامة وطنه أمل، ورؤيته الاستراتيجية عبر مدن اقتصادية أمل، إن الأمل إرادة واليأس استسلام، الأمل رؤية وبناء وعطاء، واليأس ضياع و هدم وتخريب و فناء، فمهما اشتدت الصعاب فمن الصعب يولد الأمل، ومهما دجا الليل فهو بشارة باقتراب فجرالأمل، ومهما طغى الباطل فهو إيذان بإشراقة الأمل، ومهما بعدت الغايات فالبدء فيها دنو الأمل، ومهما عظمت الأهداف؛ فإن مجرد التفكير فيها فتح لبوابة الأمل. الأمل أنشودة تحتضل منها القلوب.. لحن جمالي يهذب الدروب، الأمل بسمة على الشفاه.. وحلم يرنو إلى مبتغاه، الأمل روح تتوثب، وطموح في حنايا النفوس يتوقد، واستشراف مستقبلي يتألق. ولأن الشباب هم عماد المستقبل لأي أمة، وهم أمل الوطن، فإنني أتمنى لو توجهنا إلى زراعة الأمل في نفوس هؤلاء الشباب، فالأمل لا يكون بالتمني فقط، ولكن عبر برامج نوعية متعددة، علموا شبابنا كيف يخططون لمستقبلهم، أشركوهم في وضع أهدافهم ودربوهم على معاركة الحياة وصولاً للأمل، افتحوا لهم نافذةً.. بل نوافذ يعبر منها الهواء و الأمل، وقبل ذلك ازرعوا فيهم الثقة ورغبوهم في الجد و العمل، ليطردوا عنهم الخمول والكسل.. إن الشباب طاقة وقوة فإن لم توظف في مجالاتها الصحيحة تحولت إلى مجالات مضرة مسيئة، ربوا في نفوس الشباب حب الحياة، وغذوهم بمعاني الحب؛ فالحب يزرع الأمل، ويوقظ الهمم و يدفع الوجل، ويجيل الصعاب حطاماً، ولا يدع لليأس منفذاً أو مقاماً.. لاأريد أن أقول خصصواً يوماً للأمل.. و لكن خصصوا قلباًَ للأمل. وليسع كل واحد فينا أن يبدأ يومه زارعاً للأمل مبشراً به، وسيشاهد الفرق. احتفلوا بالحياة لتنعموا بها وبجمالها.. اجعلوا الأمل لغة مألوفة.. وستكتشفون ما الذي تصنعه هذه اللغة!! نبضة أمل: لا أمل بلا حياة.. ولاحياة بلا أمل.. لأن الأمل هو الحياة نفسها!!!