انتشرت الأسبوع الماضي صورة لخطاب لا يمكن التأكد من صحته أو مصداقيته يتضمن أوامر لأفراد القوات بالمرابطة في وحداتهم ومقار عملهم. المثير للاستغراب هو عملية تسريب الوثائق العسكرية السرية ونشرها على شبكة الإنترنت وتناقلها على البلاك بيري والآي فون من قطاعات عسكرية مختلفة بداعي الفضول وتأكيد خبر المرابطة فيحاول بعض المتخلفين وصغار العقول إثبات مصداقيتهم أمام أصحابهم وأهلهم بتسريب الوثائق العسكرية لكي يظهر أنه (الواصل واللي يلحق العلم) وهو في النهاية موظف على مرتبة صغيرة مدنية أو رتبة عسكرية وتجده إما مراسلا أو عاملا بالأرشيف لأنه من المستحيل أن يقوم كبار الموظفين والضباط بتسريب مثل تلك الوثاق السرية. وقد نشر في صحيفة المدينة العدد 17970 ما نصه (صدر نظام عقوبات إفشاء الوثائق السرية بالسجن مدة لا تزيد على عشرين عاماً ولا تقل عن ثلاثة أعوام أو غرامة لا تزيد على مليون ريال ولا تقل عن خمسين ألف ريال أو بهما معاً، لكل من خالف أحكام هذا النظام ويعاقب بالعقوبة نفسها.. ويعدّ شريكاً في الجريمة كل من اتفق أو حرض أو ساعد على ارتكابها مع علمه بذلك متى تمت الجريمة بناء على هذا الاتفاق أو التحريض أو المساعدة لتسريب الوثائق السرية بجميع أنواعها التي تحتوي على معلومات سرية يؤدي إفشاؤها إلى الإضرار بالأمن الوطني للدولة ومصالحها وسياساتها وحقوقها أو الإضرار بالأفراد والجماعات فيها، سواء أنتجتها أجهزتها المختلفة أو استقبلتها. ويحظر النظام الذي يقع في 13 مادة على أي موظف عام أو من في حكمه ولو بعد انتهاء خدمته نشر أي وثيقة سرية أو إفشاء أي معلومة سرية حصل عليها أو عرفها بحكم وظيفته وكان نشرها أو إفشاؤها لا يزالان محظورين، كما يحظر إخراج الوثائق السرية من الجهات الحكومية أو الاحتفاظ بها في غير الأماكن المخصصة لحفظها. ويمنع النظام طباعة الوثائق السرية أو نسخها أو تصويرها خارج الجهات الحكومية، ويشدد على الجهات الحكومية عند إخلائها مقراتها ترك أي وثيقة أو معاملة أو ورقة رسمية في هذه المقرات). يوضح هذا القانون جميع الجوانب التي تقع تحت نطاق تسريب الوثائق، كل من حرض أو ساعد للتسريب، ولذلك أتمنى تطبيق هذا القانون بنصه وعقوباته الرادعة الحازمة بحق كل من يسرب وثائق سرية للدولة، سواء كانت مدنية أو عسكرية، حتى وإن كانت على سبيل السذاجة أو حسن النية فأمن الوثائق السرية هو جزء لا يتجزأ من أمن الوطن والإخلال بسريتها هو خيانة بحق الوطن، فالوثائق السعودية المسربة حول إعلان حالة التأهب وصلت لعناوين الصحف الإيرانية كل هذا بسبب طيش وتهور بعض السذج الذين هم في حقيقة الأمر خونة بحق دينهم ومليكهم ووطنهم.