الموال: هو أحد فنون الشعر في الخليج، اشتهر في البحرين والكويت وقطر، وفي المملكة العربية السعودية في منطقتي «دارين»، و»تاروت»، حيث كان يغنّى على ظهر السفينة، وهو مكوّن من سبعة أشطر، الأشطر الثلاثة الأولى تكون موحدة القافية بكلمة، وأقرب مثال هو كلمات الشاعر البحريني حسين بورقبة: أمس بضحى العيد حارت دمعتي يا علي منحوف متلوف من فقد الولف يا علي هو ال قتلني وكدّر عيشتي يا علي ونحوس الأيام وكاسات الشقا مُرهن يا حادي العيس بالله والنبي مُرهن شرقٍ عن الدار جِنح الخانسة مرهن بلّغ سلامي واشرح قصتي يا علي وهناك شعراء أبدعوا وتميزوا عن أقرانهم في كتابة الموال، فمن مملكة البحرين: الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، وحسين بورقبة، كما تم إصدار عدد كبير من الكتب التي تعنى بهذا اللون الشعبي من الشعر، وعلى رأس المؤرخين لهذه الحقبة الزمنية، الباحث والأديب مبارك عمرو العماري، ومن الكويت: عبدالله الفرج، وأحمد الرشود، وحمود بن ناصر البدر، وغيرهم، كما تميّز في دولة قطر: غانم المالكي، ومحمد الفيحاني، وفي المملكة العربية السعودية (دارين) تميّز الشعراء: راشد بن فاضل آل بن علي، والعفيعي، وفهد بن سالم الخالدي، وبرز في مدينة تاروت أيضاً الشاعر عيسى بن محسن، وغيرهم. هذا التراث الشعبي الذي يحمل الكثير من الذكريات والمعاناة في الماضي قد يكون شعلة اشتعال ثورة الموال من جديد في نفوس الشعراء، فللموال لذة لا يعرفها إلا من يكتبه، ويتعايش مع أبياته. ورغم كل هذا الزخم التاريخي، إلا أننا نجد كتّاب الموال في وقتنا الحالي قلّة يمكن عدها على أصابع اليد، ولا أدري هل يعود السبب في ذلك إلى قلة اطلاع الشعراء، أم إلى تجدد الدماء والعزوف إلى القصيدة المنظومة، أم هو صعوبة إيجاد الجناس التام الذي يخدم هذا اللون من الشعر على الشباب. ولو نُقلت هذه المعلومات المكتظة بالتراث والكلمات الأصيلة إلى شعراء هذا الجيل، فهل ستأخذ اهتمامهم في البحث والمحاولة في كتابة الموال من جديد؟