وصف المؤرخ البريطاني جون آرنولد توينبي تيمورلنك أنه كان يحب تخليد ذكراه في التاريخ بالرعب الذي لا حدود له، وبالفظاعات المروعة، وبالدماء والرؤوس المقطوعة كي يبنى منها المآذن وبالطبع مقروناً باللعنات التي لا تنتهي إلى يوم الدين من المذبوحين وكتَّاب التاريخ ومراجعي الوقائع التاريخية، كما سيحصل لبشار الأسد في سوريا فستكون نهايته دموية جدا وفي التاريخ سينضم لقافلة فرعون يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود ما لم يتب. ولكن أين حقوق العباد والقتلى والثكالى؟ إن محكمة كبيرة ستكون يوم يقوم الناس لرب العالمين. قال توينبي عنه في كتابه القيم دراسة التاريخ وهو يبحث انتحارية النزعة الحربية أنها السلاح الذي يقضي على صاحبه في النهاية (أفظع ما ارتكبه تيمور من أفعال التدمير كان ضد شخصه فقد جعل اسمه خالدا بأفعال التدمير التي محت من ذهن الأخلاف كل ذكرى للأفعال التي كان يمكن أن يذكر بها ذكرى حسنة). إن اسم تيمورلنك عند أكثرية الناس الساحقة، يعني شخصية عسكرية اقترفت قدراً من الفظائع طوال فترة الأربعة والعشرين عاماً من حكمه؛ مثلما اقترفه الملوك الآشوريون خلال مائة وعشرين سنة. إننا لنتخيل المجرم الذي سوَّى مدينة أسفراين بالأرض عام 1381، وكدس خمسة آلاف رأس بشرية في المآذن في زيري في نفس السنة، وطرح أسراه من لوريستان أحياء من أعلى المنحدرات عام 1386. وذبح سبعين ألف شخص وجمع رؤوس القتلى في هيئة مآذن في أصفهان عام 1387، وذبح مائة ألف أسير في دلهي عام 1398، ودفن أحياء أربعة آلاف جندي مسيحي من حامية سواس عقب القبض عليهم عام 1400، وابتنى عشرين برجاً من جماجم القتلى في سوريا عامي 1400 – 1401. إن جنون العظمة التي جعلت تيمور يصاب بجنون التدمير، قد تحكمت فيه فكرة واحدة مدارها الإيحاء إلى مخيلة الإنسانية بإدراك قوته الحربية عن طريق الإساءة إلى البشر إساءة منكرة). من القصص العجيبة أن العلامة ابن خلدون اجتمع به في دمشق حين دلوَّه بسلة من سور دمشق لمقابلته بعد أن ترك الملك المصري (الظاهر برقوق) دمشق إلى مصيرها تجاه تيمورلنك بعد أن سمع عن محاولة انقلاب ضده في مصر!. ابن خلدون كان في حضرة غول مرعب فكان حريصا على سلامة جلده من هذا الذي اعتاد شرب الدماء، والتلذذ بقطع الرؤوس لذا قبَّل يده، وتظاهر له بأنه ينتظره منذ فترة بعيدة، لأن المنجمين كانوا يتوقعون قدومه من أمثال اليهودي ابن زرزر منجم الملك الإسباني ألفونسو الثامن، كذلك أعطاه دابته الممتازة -سيارة المرسيدس لتلك الأيام- حينما رأى رغبة ملك (التتر كذا) فيها، بالإضافة إلى علب الحلوى المصرية الفاخرة لإطعامه – بالطبع بعد أن يتذوقها ابن خلدون كيلا تكون مسمومة على عرف تلك الأيام!.